محطات الوقود والشجار معكم: فاطمة خوجلي أضحت وسائل النقل العمومي (الحافلات) مسرحا للملاسنات والمشادات الكلامية بين الركاب والسائقين، سيما الخطوط المتوجهة صوب المناطق الطرفية، (الخطوط الطويلة) كما هو الحال مع سكان الجيلي حيث أعرب الركاب عن استيائهم الشديد من حافلات النقل التي تربط بين بحري وأريافها بالعاصمة جراء معاناتهم مع (السائقين) الذين يدخلون الحافلات إلى طلمبات الوقود وهي تقلهم، أدى الأمر إلى نشوب مشاجرة بين الركاب من جهة والسائق والكمساري من جهة أخرى. أميمة الفاضل من (السروجية) تقول: أعاني من حساسية مزمنة ولا أتحمل رائحة البنزين والجاز، وعندما ألاحظ أن السائق انعطف عن الشارع متوجها إلى محطة البنزين أخبره بذلك والقليل منهم من يستجيب والغالبية (كأني أؤذن في مالطا) والرأي نفسه يتقاسمه معها عمر محمد عمر مضيفا: شر البلية ما يضحك، يحملون شعار (دع القيادة لنا واستمتع بالرحلة)، أين الاستمتاع وهم يقلقون راحتنا ويأخذون من زمننا؟ مؤكدا بذلك رفضه فكرة دخول الحافلة إلى طلمبة البنزين، وتشخص زينب بابكر الأزمة وتقول إن الملاسنات الكلامية التي تنشأ بين الركاب والسائقين سببها عدم احترام السائقين للركاب ودخولهم محطة الوقود دون الاستئذان وحتى السائق الذي يستأذن إن لم يجد قبول من الركاب فلا يستجيب (يعني كلامو معاهم للعلم وليس للاستئذان). يدرك سائقو الحافلات تماما أنهم مصدر لمعاناة الركاب وبالرغم من ذلك لا يأبهون،هذا ما قاله الحاج التوم حسن،ويتابع حديثه معنا قائلا: أصطحب ابني معي في معظم الأحيان وغالبا ما نلحظ تورم عينيه ناهيك عن احمرارهما وعند مراجعة الطبيب تبين لنا أنه يعاني من حساسية، لم يتبين لنا سببها إلى أن لاحظت والدته أن الحساسية تنتابه عند الاقتراب من الغاز والبنزين. يؤكد سائق آخر أن (الدخول) في محطات الوقود مع الركاب أمر لا يحدث إلا عند الضرورة أما الاحتجاج على ضياع الزمن فليس مبررا مقنعا وعلى الركاب التحوط لظروف الطريق. ويقول عامل بطلمبة بنزين: من الخطأ دخول الحافلة إلى محطة الوقود والركاب على متنها تجنبا للمخاطر وحفاظا على سلامة وأرواح المواطنين. مشددا على أنه يجب أن يكون هناك قانون يطبق على هؤلاء المستهترين بأرواح المرضى، وكذلك للحد من غضب الركاب الذين تتضاعف معاناتهم، لدرجة أنهم أحيانا لا يستطيعون التحرك من أماكنهم عندما يهمون بالنزول، بل يجدون صعوبة في التنفس.