البنك المركزي والدولار..فشل الحصار تقرير: هالة حمزة فشلت جهود بنك السودان المركزي بضخ النقد الأجنبي بالمصارف والصرافات في محاصرة أسعار الدولار بالسوق الموازي رغم مساعيه السابقة لمجاراته والشاهد على ذلك أن الدولار قفز بالسوق الموازي أمس الى (6) جنيهات للبيع و(5,970) جنيها للشراء. وتساءل مراقبون اقتصاديون تحدثوا للصحيفة عن مدى جدوى سياسة بنك السودان في ضخ النقد الأجنبي للصرافات والتي كان يضخ لها أكثر من (3,5) مليون دولار في اليوم وخفضها آنيا الى (360) ألف دولار في اليوم. إجراءات مشددة وقد سبق أن طالب المراقبون بنك السودان المركزي باتخاذ إجراءات مشددة لحظر أي تعامل بالنقد الأجنبي في المعاملات التي تتم داخليا من أجل تخفيض الطلب على النقد الأجنبي وفق ما تؤكده لائحة التعامل بالنقد الأجنبي، ولعل البنك المركزي فقد من وراء هذا الضخ كميات كبيرة من النقد الأجنبي والذي كان من الممكن أن يؤدي الى تغطية حاجة البلاد من السلع الضرورية وهو ذات المبدأ الذي تبناه اتحاد الصرافات من قبل من خلال أمينه العام جعفر عبده حاج والذي قال ل(السوداني) في وقت سابق إن من الأفضل لبنك السودان المركزي الاستفادة من هذه المبالغ الكبيرة في أغراض أكثر إلحاحا بدلا عن تغطية السفر غير الحقيقي، وأن يترك للصرافات حرية العمل لجلب الموارد من النقد الأجنبي لتغطية الطلب عليه، وأن على المسافرين البحث عن احتياجاتهم من النقد من الصرافات والسوق الموازي والبنوك إن توافرت لديها موارد كافية. وقال حاج إن البنك المركزي ضخ للصرافات في الفترة من 22 مايو وحتى 12 يونيو 2012 مبلغ (75) مليون دولار نقدا لأغراض السفر بواقع (3,5) مليون دولار في اليوم، مبينا أن عدد المسافرين المستفيدين بلغ في المتوسط (1,800) مسافر يوميا، مشيرا الى أن هذا العدد الكبير من المسافرين يدلل على أن هذا الطلب على السفر في غالبيته غير حقيقي، وألمح الى وقوف تجار العملة وراء هذا الطلب. نجاح الصرافات ولعل الإحصائيات والمعلومات الأخيرة التي رفد بها الاتحاد (السوداني) عن نجاح الصرافات في استقطاب (مليون) و(277) ألف و(621) دولار أمس الأول من داخل البلاد(السوق الموازي) وخارجها ، في حين أنها استلمت مبلغ (360) ألف دولار فقط من البنك المركزي بنسبة (355)% من مشتروات البنك، تؤكد عدم حاجة الصرافات أصلا للضخ منذ البداية طالما أن لديها إمكاناتها التي تؤهلها لتوفير موارد ذاتية بهذا الكم في يوم واحد من داخل البلاد وخارجها.