تشتعل أمسيات وليالي العاصمة الخرطوم هذه الأيام بفعاليات مهرجان وردي الوطن والتي بدأت يوم السبت الماضي وسوف تختتم بإذن الله تعالى في التاسع عشر من هذا الشهر ويصادف هذا اليوم تاريخ ميلاد العملاق محمد وردي. جاءت ضربة البداية بحفل غنائي شارك فيه الكثير من الفنانين وقد مثلوا مختلف الأجيال أجاد فيهم من أجاد وأخفق من أخفق وفي"الحتة دي بالذات" يجب أن نتعامل مع هذه المشاركات وفقا لمقولة الفنان محمد الأمين والذي قال لعبد القادر سالم "لايوجد من يقلد وردي أو يغني بإحساسه والمطلوب هو الأداء السليم فقط ". وبهذه المناسبة لماذا لم يشارك الفنان محمد الأمين في ليلة الافتتاح وقد تهيأ الناس لهذه المشاركة، خاصة وأن محمد الأمين أفضل من يجيد غناء "نور العين" وسبق أن تغنى بها في الاحتفال بذهبية وردي، ونتمنى أن يشارك محمد الأمين في الختام لأن مشاركته تعطي المناسبة دفقا من الحيوية وتزيد من أسهم النجاح. من الملاحظات البارزة في الليلة الأولى تزاحم الفقرات الأمر الذي جعل الفرقة الموسيقية "تلهث" إن صح هذا التعبير وهنالك ملاحظة سلبية وهي وصول أسرة الراحل بعد بداية المهرجان فقد قالت جوليا لإذاعة البيت السوداني إنها استمعت في الطريق للأغنية الأولى!! تأخير بدء الفعاليات علة ظلت تصاحب النشاط الثقافي والفني، وليس من المعقول أن تبدأ مثل هذه الأنشطة بعد الثامنة والنصف مساء وبعضها يتأخر الى التاسعة ولم يكن مهرجان وردي الوطن بعيدا عن هذه العلة، وأقترح أن يبدأ البرنامج في السابعة والنصف لينتهي في تمام العاشرة خاصة ونحن نعيش في ظروف فصل الخريف وهطول الأمطار الليلية إضافة لبعد أطراف العاصمة وصعوبة وانعدام المواصلات العامة بعد العاشرة.. ورغم تطمينات رئيس اللجنة المالية د. أحمد دولة إلا أن الواقع يشير لبعض الصعوبات المالية التي تعترض خروج هذه الفعاليات بالصورة المثالية التي تليق بالفرعون الراحل والمبلغ المرصود رغم أنه كبير 150ألف جنيه لكنه لا يكفي للتكلفة الفعلية لأي مهرجان مثالي ومن الواضح أن ارتفاع كلفة أي شيء في السودان بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها البلاد حاليا، جعل مثل هذا المبلغ عبارة عن معلقة سكر في" برميل موية" لذلك نطالب بضرورة أن يسهم الخيرون في إنجاح هذا المهرجان وقد فعل ذلك بدون تردد طه علي البشير ووجدي ميرغني والبروفيسور قاسم بدري وغيرهم.. ملاحظة أخرى هي عدم تفاعل الصحافة المكتوبة مع هذا المهرجان بالقدر الذي يوازي حجمه وأهميته، والسؤال هنا يوجه للجنة الإعلامية فهل العيب فيها أم في الصحفيين أم في الاثنين معا ؟ عموما فإن هذه المناسبة تستحق الإعلام والتوثيق.. وباطلاعي على فقرات المهرجان لم أجد أي ذكر لمركز وردي الثقافي للفنون وقد كان هذا المهرجان – ولايزال – أفضل فرصة للتفكير في إنشاء هذا الصرح الثقافي المهم وكنت أتمنى أن تقام فقرة من هذا المهرجان داخل قطعة الأرض التي خصصت لقيام هذا المركز لأن في ذلك تذكير بأهمية وضرورة إنشاء هذا المركز وسوف يطوي النسيان كل الفعاليات التي تقام لكن وجود المركز يعني استمرارية رسالة وردي الفنية.