الصحافة السودانية.. علل كثيرة تقرير: نهاد أحمد تصوير: سعيد عباس تمر الصحافة السودانية بمنعطف تاريخي حرج يتعلق باستمراريتها بعد أن عقد وزير الثقافة والإعلام د. أحمد بلال مؤتمراً صحفياً مع رؤساء الصحف والإعلاميين للتفاكر حول القضايا التي تهم الإعلام والصحافة. في بداية المؤتمر طرح رؤساء التحرير المشاكل التي تواجه الصحف. ضغوط صحفية أشار رئيس تحرير صحيفة (السوداني) ضياء الدين بلال إلى أن الصحف أصبحت معنية بطرح مشاكلها أكثر من أي شئ. وقال إن الحكومة أصبح لديها موقف سلبي تجاه الصحافة،مشيراً إلى أن الرقابة على الصحف بدائية جداً وقال إن هنالك العديد من الطرق الأخرى للرقابة كذلك ضعف مصداقية الصحف تجاه القارئ موضحاً أن هنالك روح سلبية بين بعض المؤسسات الصحفية والناشرين وقال إن الصحافة الآن (في مأتم) و أنها تعاني .. مما جعلها تلجأ لبعض الحلول حتى تستمر . من جهته طالب رئيس تحرير (الرأي العام) كمال حسن بخيت وزير الثقافة والإعلام بضرورة إنقاذ الصحافة السودانية بكل ماهو مطلوب، أما رئيس تحرير ألوان حسين خوجلي فطالب بضرورة إعادة صحيفة التيار إلى الصدور وإيقاف شركة (أقمار للإعلان)، موضحاً بأنها ظلت تمارس الضغوط على الصحف واشتكى من زيادة أسعار الورق والطباعة. واشتكى الكاتب الصحفي عثمان شبونة من عدم تطبيق الناشرين للحد الأدنى للأجور وأشار إلى أن المؤسسات الصحفية تحتاج لوقفة جادة لمعالجة هذه المشاكل. أما رئيس تحرير الخرطوم فضل الله محمد فطالب بضرورة تقديم دعم إسعافي مباشر من الحكومة. وقال رئيس تحرير صحيفة آخر لحظة مصطفى أبوالعزائم إنه لابد من إعفاء بعض الضرائب مثل فريضة الدخل . وأشار إلى أن الصحافة إذا لم تعفَ منها لن يكون لها مستقبل. مشاكل غير مسبوقة في المقابل طالب رئيس اتحاد الصحفيين تيتاوي مجلس الصحافة بتعطيل المادة التى تلزم الصحف بالصدور في (16) صفحة، ودعا رؤساء التحرير بالالتزام بمراقبة صحفهم وطالب بإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين وصدور صحيفة (التيار ). وقال إنه إذا لم تحل هذه المشاكل سيتشرد معظم الصحفيين المرموقين وأشار إلى أن حقوق الصحفيين منتهكة. أما رئيس مجلس الصحافة والمطبوعات البرفيسور علي شمو قال إن الصحافة السودانية تواجه مشاكل لم تمر بها منذ فترة إنشائها مشيراً إلى أن هنالك قضايا أثيرت في هذا اللقاء تحتاج إلى معالجات قانونية وقال إن هنالك محاكم قوية في انتزاع حقوق الصحفيين . أما بخصوص هيكلة الصحف ودمجها قال شمو ليس هنالك قانون يلزم بلذلك إنما هي مقترحات قدمت حتى يسهل دعم المؤسسات الصحفية، أما بخصوص مشاكل المدخلات فقال إنها بحثت مع وزير المالية. وأشار شمو إلى أن الصحافة السودانية تحتضر. وقال إن المجلس لايسعد عندما تغلق إحدى الصحف أو تتوقف من الصدور وقال إن البلاد تمر بظروف كثيرة لانريد زيادتها بمشاكل الصحف. وأشار إلى ضرورة التضافر جميعاً للوصول إلى حل من منطلق قومي. فتح آذان من جانبه قال د. بلال إنه قصد الاستماع أولاً إلى المشاكل في هذا اللقاء التفاكري لأن الدور الذي تقوم به الصحف كبير ومتعاظم ،ومن ثم التكلم بخصوصها وأشار إلى أن هنالك مشاكل كثيرة تواجه الصحافة جزء منها يعود على الدولة وجزء يعود على أصحاب المؤسسات الصحفية وقال أنا لست وسيطاً لكن واجبي تلمس المشاكل ولست أنا وحدي الذى تعاني مؤسسته فهنالك العديد من المؤسسات الأخرى مثل وزارة الصحة ووزارة الزراعة ووزارة النقل لكن هنالك خصوصية في التعامل. وأشار إلى أهمية الاستماع لهذه المشاكل لمعالجتها. وقال إن المشاكل التي تمر بها الصحف بها جانب يتعلق بأصحاب الصحف والحكومة. وأكد د. بلال حرص الدولة على وجود الصحافة ومحاولة إزالة العقبات. وأشار إلى أن هنالك بعض المشاكل يمكن أن تحل مثل الضرائب وقال إن اتحاد الصحفيين هو الجسم الموحد المتحدث عن الصحفيين للوصل إلى صيغة حلول كلية لهذه المشاكل والمعوقات التي تواجهها الصحف ودعا إلى ضرورة أن تتفق جميع المؤسسات الصحفية مع بعضها البعض وأن لا تتعدى الصحف على التجاوزات الأمنية الحساسة إلى جانب ضرورة الارتباط بالترخيص ، وقال د. بلال إن عيب الصحافة هي ارتباطها برئيس التحرير في مسألة المحاكم والقضايا التي تواجه بعض الصحفيين ، ووعد د. بلال بطرح مشكلة الصحفيين المعتقلين بالخارج مع رئيس الجمهورية والمطالبة بإطلاق سراحهم. وأكد د. بلال سعيهم في إطار تفاهمي لإزالة المشاكل التي تواجه الصحف حتى لا تلجأ الصحف لإغلاق أو الاستغناء عن الصحفيين العاملين بها . وقال د. بلال إن هذا اللقاء بالإعلاميين استصحبت فيه كمية زاخرة من المعلومات وكمية قليلة من المقترحات والحلول وأعلن التزامه ببذل قصارى جهده في الوصول إلى حلول مرضية، ووعد بتنسيق موعد مع الجهات الحكومية ورؤساء التحرير لطرح هذه المشاكل شفاهة والوصول إلى حلول. ودعا الإعلاميين إلى أهمية التواصل معه وبينهم كمؤسسات إعلامية. وشهد اللقاء التفاكري الكثير من الحديث المستفيض من قبل رؤساء تحرير الصحف وأثرى النقاش وزير الثقافة والاعلام ووعد في نهاية اللقاء بايجاد حلول لهذه المشاكل حتى لايسجل التاريخ أن الصحافة السودانية انتهت في فترة توليه الوزارة .