هذا حديث من القلب للقلب وللذين يسعون للحفاظ على بنيات العمل العام الأساسية، نحن خريجو معاهد التربية وكليات المعلمات أربع سنوات دراسية وكذلك معاهد تدريب المرحلة المتوسطة يكسونا الكثير من الألم والحزن الشديد لما آل إليه حال التعليم والمعلم والتغيير الذي أصاب المعلم بإغلاق هذه المعاهد تعسفياً ودون رأي له بعد نظر ناهيك عن الشهادة الجامعية بكليات التربية والتي هي أبعد ما تكون عن صقل معلم مقتدر وواع وملم ومؤد كما تتطلب هذه المرحلة الخطيرة لمستقبل هذا البلد ومستقبل الأجيال القادمة وأقولها بصدق وأمانة إننا بنهاية هذه المعاهد قد حكمنا على تعليم ابنائنا بالدمار ولك أن ترى اننا تعلمنا بمعهد التربية بشندي الدفعة الثانية 1969م، والأولي 1968م، رديف المعاهد كسلا والدلنج، الفاشر، الخرطوم وغيرها والدفعة كانت تجمع من كل أرجاء السودان وكنا من أبناء الخرطوم أربعة طلاب فقط وقس على ذلك المعاهد الأخرى، أمضينا أربع سنوات ذقنا فيها ما ذقنا من الصلابة والشدة والصقل لا خروج ولا زيارات، أكلنا ودرسنا، نومنا، لعبنا كله بالساعة والجرس، تعلمنا على أيدي فطاحلة التعليم وهم كثر أذكر منهم المربي الأستاذ محمد مالك الجزولي، والذين أوفوا وأخلصوا وعلمونا كيف نصبح من الناجحين، ناهيك عن التدريب الذي إمتد لسنوات ولكل المواد وها نحن نقود هذا العمل في مدارسنا ووزارتنا وفي إدارتنا للتعليم بكل أصقاع السودان! هذا الجيل هو المستهدف سيدي الرئيس بهذه السنوات الخمس وبدأت الهجرة العكسية منذ بداية هذا العام فكل الذين سيحالون للمعاش نحن خريجو وخريجات معاهد التربية لذا عندما طالبت نقابة التعليم بالزيادة كانت تعلم تماماً ما الغرض من وراء هذه التوصية، ولكم أن تطالبوا الجهات باعطائكم صورة من كشوفات المعلمين المحالين للمعاش هذا العام والعام القادم لتروا أن خيرة وقوام العاملين الان بالمدارس يعتمدون على هذه المجموعة لانهم لم يتدربوا ولأنهم غير مؤهلين ولأنهم بحاجة لمن يرعاهم، نعم كل شخص يمكن أن يكون معلماً ولكن هل كل معلم معلم؟ يمكن أن تجمد كل التوصيات من أساس ومنهج وغيرها من التوصيات إلا هذه وهي لا تتحمل التأخير ويمكن أن تنفذ ويبقي على التوصيات الأخرى لاي مدي علماً أن المعلم المتميز يمكن أن يجد حظاً آخر في التعليم الخاص وتكون له زيادة خير، مرتب زائد معاش.. ولكني والله على ما أقول شهيد هي على مستقبل هذا البلد والتعليم ولو كان الرأي عندي لاعدت كل معاهد التربية بمنهجها القديم وإداراتها وان كان قد سبق السيف العزل، وقد قيل "كلام القصير ما بنسمع" أتمني الا يكون حديثي كلام قصير. حسين ميرغني عبدالعزيز تعليم العيلفون خريج شندي