توقف (حسنين) أمام محرر البلاغات بذلك القسم، وهو يضع يديه خلف ظهره في توتر، بينما إنهمك محرر البلاغات في (تدبيس) بعض الأوراق مع بعضها البعض، قبل أن يلتفت الى (حسنين) في سرعة ويسأله قائلاً:(ايوا يااخينا مشكلتك شنو.؟)...إعتدل (حسنين) في وقفته وقال للشرطي بعد أن أشار إلى الورق الذى أمامه:(داير أفتح بلاغ)...ليرد عليه الشرطي بهدوء: (بلاغ بتاع شنو.؟)...صمت (حسنين) قليلاً قبل أن يقول في حدة: (بلاغ تحرش)...هنا وضع الشرطي أوراقه جانباً، ثم نهض من مكانه وجذب كرسياً خشبياً جارت عليه السنوات ووضعه بجانب (حسنين) قبل أن يقول له في إهتمام:(كدي أقعد ياأخينا...ووريني الحاصل شنو بالضبط.؟)...جلس (حسنين) على الكرسي، ووضع يديه على صدره ثم قال بعد أن التقط نفساً عميقاً: (والله ياسعادتك الحكاية دي اغرب من الخيال...الزولة دي دائماً بتتحرش بي ليها سنين.. وأنا ساكت عشان الفضيحة وكدا..بسبب بصراحة الموضوع فات حدو وأنا ماقادر أتحمل البحصل دا و...)...في تلك اللحظة إنهار (حسنين) وصار يبكي بحرقة مما دفع بالشرطي للإتجاه لل(كولر) وجلب بعض الماء ل(حسنين) الذى (كشح) كوب الماء داخل جوفه (المحروق) قبل ان يسأله الشرطي بسرعة: (لا.. والزولة دي بتتحرش بيك وين.؟)...رد عليه (حسنين) بسرعة اكبر: (في بيتنا ياسعادتك)...عقد الشرطي في تلك اللحظة حاجبيه في دهشة قبل ان يكرر قائلاً: (في بيتكم.؟)...ليومئ (حسنين) برأسه علامة الايجاب، قبل ان يسأله الشرطي مرة أخرى: (كيف يعني في بيتكم.؟ الزولة دي قريبتك مثلاً.؟)...هز (حسنين) رأسه هذه المرة علامة النفي وقال في سخط: (والله ولاعندها علاقة بينا إطلاقاً)...فرك الشرطي رأسه بعد أن وضع (البوريه) على الطاولة وقال في إستغراب: (طالما يا اخينا الزولة دي ماقريبتك بتدخل بيتكم كيف.؟ يعني بي ياتو صفة مثلاً..؟)...مطّ (حسنين) شفتيه في بلاهة وقال: (والله ماعارف ياجنابو..هي ذاتا بصراحة حيرتني...اقفل منها الباب تجيني بالشباك..اقفل الشباك تجيني ب(الخُرم) و....)، هنا قاطعه الشرطي في دهشة: (بالخُرم كيف يعني؟ هي قدُر شنو يازول.؟)...وضع (حسنين) اصبعيه بالقرب من بعضهما البعض وقال: (قدر كدا)...وبلا وعي من الشرطي قام بتكرار وصف (حسنين) للحجم فوجده اصغر بكثير من الحد المعقول، فقال ل(حسنين) بعصبية: (هوي ياأخينا إنت بتتكلم عن شنو.؟)..أجابه (حسنين) وهو يضع قدماً فوق الأخرى:(عن أنثى الانوفليس ياجنابو..ياخي دي كرهتني (لعب البلي) ذاتو)...!!!! جدعة: عزيزي القارئ...طبعاً أنت لست بحاجة لأي سرد لما حدث داخل القسم بعد ذلك، لكن يكفي ان تعلم أن الشرطي قرر حبس (حسنين) بتهمة إزعاج السلطات، وتم عمل كشف طبي له للتأكد من سلامة قواه العقلية، لتثبت الفحوصات أن (حسنين) مجنون و(أبن مجنونة) ذاتو...معقولة في زول بفتح بلاغ في (باعوضة)..؟ شربكة أخيرة: شكراً الزميل العزيز (الشفيع علي أحمد) من صحيفة حكايات على طلبه لنا بالكتابة في موضوع (باعوض هذه الايام) في ونسة جمعتني به على موقع الفيس بوك،ونقول للشفيع: (شكلك إنت برضو قاعد تتعرض للتحرش ياحبيب..بس لو داير تقدم بلاغ إلا تمشي ناس حقوق الانسان).!
