أثارت صورة الفنان محمود عبدالعزيز التي نشرتها صحيفة الوطن بعدد الأمس حفيظة بعض القراء ورأوا أن الصورة فيها شيء من الخصوصية وأنه ما كان يجب أن يتم نشرها وهو طريح الفراش بغرفة العناية ا لمكثفة وذلك لأن الصورة الراسخة في أذهان محبية تختلف كل الإختلاف عن حقيقة واقعه وحالته الصحية الأن وهو يصارع المرض الذي ألمّ به بعد عناء سنين بين مريض ومعافى. ولم يكن المغزى من نشر الصورة إلا لأشياء لها بٌعدها بعد أن تحصلنا على معلومات مؤكدة و دقيقة جداً ..إن الحوت يعاني من سيولة عالية في الدم مما أحدث تجلط وتلف بمعظم خلايا المخ و أنه أقرب إلى أن يكون متوفى دماغياً وأن بعض الوظائف الأٌخرى لبعض أجزاء الجسم وإن توقفت أو عملت لن تشكل خطورة بقدر توقف المخ وأن المستشفى سوف يضع أهل الحوت في خيارات عليهم تحديد ما الذي يرونه مناسباً و أقرب إلى الواقع الذي فرضته ظروف المرض والحالة الصحية الأنية لفنان الشباب الأول. الحالة التي بها الحوت الأن هي حالة أقرب إلى مرض سياسيين وإجتماعيين معروفين وعلى سبيل المثال وليس الحصر الحاج عبدالرحمن نقد الله شفاه الله وعافاه القيادي البارز بحزب الأٌمة والأنصاري المعروف وأيضاً على المستوى السياسي اليهودي الملعون أربيل شارون الذي هو أيضاً طريح الفراش لقرابة الأربعة أعوام أو أكثر. بالطبع لا يوجد شيء فوق إرادة رب العباد وإن أرادها أن تكون سوف يقول لها كوني فتكون وأن الامر من قبل ومن بعد يعود لخالق العباد في كل أمر ونحن كمحبين للحوت ما علينا إلا أن نتضرع لله رب العالمين أن يمٌن على المحبوب بالشفاء و يبعد عنه الشقاء إنه الأدرى والأعلم بما فيه خير له ولأٌسرته المكلومة وأبنائه و كل معجيبه. ولا يفوتني أن أٌسجل صوت شكر خالص لطليقته و اٌم أبناءه الأٌستاذة الفضلى نجوى العشّي وزوجها الإنسان الذي ضرب مثلاً في المواقف الرجولية عندما سمح لها بأن تقف مع أب أبنائها عندما سافرت معه إلى الأردن و وقفت على تفاصيل علاجه ودفعت له من حر مالها مقدم المبلغ للمستشفى البالغ عشرون الف دولار وقامت بإستئجار الطائرة الإسعاف التي نقلته من الخرطوم إلى عمان وتباشر الإتصالات بالمستشفى بصورة يومية مع إرسال المبالغ المطلوبة للمستشفى. دوائر كروية الساعة الأن تشير إلى الرابعة عصراً وهو الزمن الذي أٌسطر فيه مقالي ، وردني إتصال من مستشفى ابن الهيثم من الأخ عمر محمود مدير قسم المرضى العرب بمستشفى ابن الهيثم وقال لي أن الفحص النهائي قد إنتهى وأن الحالة هي الوفاة دماغياً وغالباً ما سيتم نقله إلى الخرطوم خلال اليوم. ولا نملك في هذه اللحظة إلا الدعاء الصادق لرب العالمين الخالق بأن ينظر في أمره ويصبر أهله وذويه ومحبيه.