ما عاد هناك في الجزيرة المحبطة التي يعصرها الفقر والعوز.. وقتاً للصمت والسكوت.. ما عاد هناك وقتاً لها.. لتسكت وتغمض عينيها.. فإعصار الخراب التي ضربها دك عظمها ودمر خلايا جسدها التي توالت عليه الخطوب.. فسرطان الفقر المتمدد والبطالة الحاضنة له أقعدتها وتركتها كسيحة.. وهي البير ووقع فيها فيل.. فالسرطان الذي أصبح مرضاً ينافس الملاريا والبلهارسيا والتايفود.. الفساد والإهمال أبى إلا أن يبقيه في الجزيرة.. فمافيا الفساد والخراب بعد سنوات ظهر السم الذين دسته في الجسد العليل.. فمبنى المعهد القومي للسرطان الذي تم افتتاحة في العام (9991) راح في شربة (مية).. فمستشفى الذرة بود مدني الجزيرة هو المستشفى التخصصي الوحيد في أمراض السرطان.. خارج الخرطوم المستشفى الذي استقبل آلاف الحالات.. وكفى مواطن الجزيرة والولايات المجاورة من السفر للخرطوم.. تهدم بنيانه وعصفت به أيادي الخراب.. المبنى تصدع وآل إلى السقوط.. وحفاظاً على أرواح المرضى تم إخلاء المبنى.. يا للمأساة ويا للهول من الفيروس اللا أخلاقي.. تمدد حتى وصل إلى حياة الناس.. توقف الرنين المغنطيسي وجهاز تخطيط المخ الذي يبلغ سعره تسعمائه الف دولار.. الجهات المختصة استجلبت (خبراء) أجانب لتفكيك الجهاز.. بمبلغ مالي كبير .. يضاف هذا إلى كشف حساب المال الذي ضاع وتتوالى الخسارات المالية.. مائة وخمسة وسبعون الف جنيه لشركة.. رزقاً ساقه الله إليها بفعل مافيا الفساد المالي والإداري.. إضافة إلى ثلاثمائة وخمسون الف أخرى لشركة.. كل هذا مقابل (إزالة) المبنى المتصدع.. فالكارثة ليست في هذه الأموال التي أهدرت.. والأموال التي ضاعت بل الكارثة والمصيبة الكبرى في توقف المرفق المهم جداً من استقبال المرضى.. والذين جلهم من الفقراء وتحويلهم إلى الخرطوم.. انها جريمة (مكتملة) جريمة جنائية وأخلاقية وانسانية.. جريمة تستوجب ردع مرتكبيها والقصاص منهم.. لأنهم أسهموا في موت ناس بدلاً من أحيائهم.. جريمة من يسكت عنها فانة شيطان أخرس.. ومن يتعاطف مع مرتكبيها فانه آثم.. ومساءل أمام الله.. فالمرضى الذين فقدوا (مشفاهم) ذنبهم معلق في رقبة (وزير العدل).. فإنهيار مبنى معهد السرطان خسارة على البلد.. وخسارة للمواطن السوداني الذي من ماله.. لا مال أحد.. تم إنشاء هذا المبنى.. فأي فلس ضاع بسبب تصدع هذا المبنى.. فلس دفعه محمد احمد السوداني فحتى (الخبراء) الذين استجلبوا لتفكيك الأجهزة ما دفع إليهم من مال.. من حساب المواطن السوداني.. والجزيرة الخاسر الأول لأنها بذهاب خدمة علاج السرطان من الداخل تكون الجزيرة الموبوءة بأمراض السرطان هي (مزرعة) للسرطان وهي في البير.. ووقع فيها فيل.. وهي عايرة وأدوها سوط وهي جيعانة وقلعوا معلقتها.. وهي الكانت شايلة (راجلين) الشرق والغرب.. هي (واقعة) و ضهرها (مدبر) وهي (مركبا) مقدود و (دفتا) مكسورة لا بواكي عليها.. فالجزيرة حائرة.. فبوصلتها معطوبة.. فقد ملت الصمت وتخشى ما تخشى أن يتحول هذا الصمت المكبوت إلى بركان يقلب عاليها سافلها.. فان انفجرت فانها الطامة الكبرى التي لا تبقى ولا تذر.. فالفساد الذي عمها فساد إداري ومالي وأخلاقي.. لابد أن يجتث.. فالسكوت عنه جريمة.. وإثم وإنحراف وتلوث أخلاقي.. فالدولة (الكافرة) العادلة خير من الدولة المسلمة الظالمة.. فالسرطان قيت.. جريمة لا تقل عن القتل والإبادة الجماعية.. ناهيك عن انها جريمة تخريب للاقتصاد السوداني.. وإهدار للمال العام.. وتبقى على السطح أسئلة توجب الوضوح والشفافية.. لأنها أسئلة تحتاج إلى إجابات تهم الشعب السوداني.. وتهم شعب الجزيرة.. أين الخرط الخاصة بمبنى معهد السرطان؟؟ فاذا اختفت فان وزارة العدل هي المسئولة.. فإختفاء (الخرط) يعني حدوث جريمة وسؤال آخر عن التصميمات والمواصفات وما حقيقتها؟؟ وهل تم التنفيذ حسب المواصفات؟؟ وسؤال مهم وكبير عن الجوانب الفنية والإدارية والمهندسين والأهم من هم الذين قاموا بالإشراف الفني؟؟ ومن هم الذين قاموا بإستلام المبنى الذي أفقد الجزيرة مستشفى تخصصي خفف على الخرطوم تقديم الخدمة للمرضى.. نقطة أخيرة: أنا شخصياً حسب متابعتي للجان التحقيق لم تخرج لجنة تحقيق واحدة.. بتقرير للناس وغير متفائل بلجنة التحقيق التي تم تكوينها.. لقضية مستشفى الذرة.. أهو لجان تقوم ولجان تمر والمحصلة أصفار ودفن للحقائق.. دنيا يملكها من لا يملكها أغنى أهليها سادتها الفقراء والغافل من ظن الأشياء هي الأشياء