الاخوة في إذاعة اف ام 100 وإذاعة البيت السوداني كانوا موفقين في اختيار مقاطع دعائية لاذاعتهم الشابة.. ومن بينها الذي يقول «اف ام مية» الناس عارفين.. إذاعة لكل المستمعين.. وبعدها يقول الطفل الظريف- برمجة.. خطيرة .. خطيرة، ويكررها ثلاث مرات على أن أجمل المقاطع يأتي من ذات الطفل والذي تسأله طفلة أخرى عن«بيت ناس آلاء» ويبدأ الطفل المسؤول في شرح الوصف لبيت ناس آلاء ويقول«تركبي بصات الشهداء .. هناي.. بعدين تنزلي من بصات الشهداء تلاقي ليك محطة كبيرة جنب الشارع.. أي هناي.. بعدين في الشارع تلاقي ليك بتاع دكان.. الدكان قاعد يكون قافل.. هناي.. تمشي قصاد الدكان تلاقي ليك بيت فيهو بابين .. هناي .. أي .. الباب الكبير تخليهو تمشي الباب الصغير الما فيهو جرس. هناي ترجعي تاني الباب الفيهو الجرس تقومي تكوكوي الباب الفيهو الجرس.. بس ده بيت ناس آلاء هاهاهاها!! ويضحك الطفل وتضحك معه الطفلة السائلة والخلاصة اننا«نلوص» و«نتوه» مع الأطفال ولا نعرف بيت ناس آلاء.. والأهم من ذلك اننا لا نجد مبرراً للسبب الذي يجعلنا«نكوكو» الباب الفيهو الجرس مع أن الأفضل والمنطقي أن نضرب«الجرس« بتاع الباب«الفيهو الجرس» ولا داعي«لكوكوة» الباب الفيهو الجرس، وكان الأحرى أن «نكوكو» الباب المافيهو جرس طالما اننا قد وصلنا إليه أولا. والمتاهة التي أوقعنا فيها طفلنا الصغير بتاع الباب المافيهو «جرس» هي نفس المتاهة التي وقع ويقع فيها اهلنا من ناس المعارضة وهم«يلوصون» وسط دهاليز مكاتب السلطة ويتوهون في زحمة الشوارع المؤدية إلى ديارهم ومكاتبهم بحثاً عن قسمة«الكيكة» بتاعة الحكومة ذات القاعدة العريضة.. ويبدو انه تحت مبدأ«الفقراء» اتقسموا النبقة، تقول تسريبات الأنباء إن المؤتمر الوطني ربما يمنح نصف المقاعد الوزارية وربما ثلثيها لناس المعارضة.. ولهذا فان ناس المعارضة هذه الايام بعضهم «كايس» والآخر«لايص» وهذا ربما أدى إلى تأخير الإعلان عن حكومة جديدة والسبب بسيط وهو أن«سيدى» قاعد«يكوكو» الباب الما فيهو جرس بينما «سيدي» الثاني قاعد يضرب جرس الباب الصغير بتاع «الهناي» ولهذا فلابد أن الحكومة مبسوطة أربعة وعشرين قيراط وخالفة كراع فوق كراع، وربما أن بعض شاغلي المناصب المهددة« بالإحلال» قاعدين «يجروا» السبحة حتى تظل المعارضة تردد انها لن تشارك وحتى لا تصل إلى وفاق نتيجة لخلافاتها« الجذرية» والعميقة.. في من يكون وزير وفي من يكون وزير دولة ، وفي ذات الوقت يطرح اهل الريادة والرأي في الحركة الاسلامية مشروعاً للمشورة العامة والمشاركة ويظن ناس المعارضة انهم المقصودين بالأمر بينما قد يكون أمر الدعوة ظاهراً يمثلهم ولكنه في علم الباطن ينادي فقط على أجسام الحركة الإسلامية أن تتجمع وفي تجميع الشتات تقوية للحركة.. وهنا ربما تكون كل مشاهد المسرحية قد اكتملت. وأذكر انه في فترة الديمقراطية التي تلت انتفاضة ابريل كانت الحكومة لا تصل إلى قرار حول تشكيل وزاراتها لمدة تصل إلى ستة أشهر وتظل البلاد مشلولة بدون حكومة فقط لان«ديل» عايزين التجارة«وديلاك» عايزين المالية.. ولكن هذه المرة يمكن للمعارضة أن تختلف كما تشاء وأن«تدخل وتمرق» وأن تطلع وتنزل، وأن«تحرد وترضى» وأن«تزعل وتفرح» وأن تكورك وتسكت.. بقدر ما تستطيع و«تاخد راحتها» .. ونحنا أصلو لاحقين شنو. وقديماً قيل حبل المهلة يربط ويفضل.. وقيل إن العجلة من الشيطان.. وكل تأخيرة فيها خيرة.. وفي العجلة الندامة.. وفي التأني السلامة.. ولا تسرع لأن الموت أسرع.. والسرعة من الشيطان وتجري جري الوحوش.. غير رزقك ما بتحوش فقط.. نرجو الحرص على«كوكوة» الباب الما فيهو جرس.. والباب الفيهو الجرس تخلوهو .. بس ده باب ناس الحكومة الجديدة بتاعة القاعدة العريضة.. وهذه بالطبع برمجة خطيرة .. خطيرة.. خطيرة.. ونعتذر للقراء عن تكرار المدخل لهذا الموضوع ، والذي استعملناه في وقت سابق نظراً لاستمرار بقاء المشهد السياسي كما هو!!!