في ذكرى الاستقلال هذا العام والذي ركزت فيه الصحافة على أدوار بعض النساء وعلى رأسهن حواء الطقطاقة لا ننسى أن نحي ذكرى كل رائدات العمل النسوي في السودان.. ومن كانت لهن أدوار سياسية أو إجتماعية منذ عهد أماني شيخيتو وأماني تيري «الكانداكات» مروراً بمهيرة بت عبود ورابحة الكنانية وتاجوج الحمرانية وفاطمة طالب وفاطمة احمد ابراهيم وسعاد الفاتح ونفيسة احمد الامين وفاطمة عبدالمحمود وحتى «هالة» ودورها المشهور في المصالحة بين السيدين الجليلين.. وكمان صديقتنا آمال عباس السياسية والصحفية المشهورة ... ولا ننسى أن نذكر أم أولاد جابر الأربعة الوارد ذكرها في كتاب الطبقات، حيث كانت فاطمة بت جابر أول من تعلمت في السودان وهي والدة الشيخ صغيرون ومن تلاميذه الشيخ خوجلي أبو الجاز. وبهذه المناسبة نقص الطرفة التي تقول إن هناك أربعة من الأصدقاء هم« عثمان وحسن وابراهيم وصديق جمعتهم ظروف العمل في إحدى المشروعات التنموية في مدينة ولائية وسكنوا مع زوجاتهم جيران الحيطة بالحيطة ... ويبدو انه في فورة الحماس والصراع بتاع «الجندرة» رأت الأربع زوجات أن يجمعهن اتحاد نسائي لمقاومة التسلط بتاع الرجال... واتفق الجميع على أن يلتقوا في بيت واحدة منهن يوم«الخميس» لمناقشة أمر تكوين الاتحاد وإنشاء هذا الجسم الذي يتوقع منه أن يخدم مصالح«المرحلة الملحة» و«الحيوية» وفعلا انتظم عقد النسوة وجاءت كل واحدة مع زوجها واجتمعن الأربع نساء والاربع رجال في الصالون وبدأوا النقاش حول أهمية تكوين الاتحاد«لحلحلة» قضايا المرأة« وتوسيع قاعدتها» للمشاركة الفاعلة في أنشطة المجتمع ومقاومة الهيمنة الذكورية.. وبعد نصف ساعة من النقاش قال عثمان لزوجته وكان هو المضيف للمجموعة«يلا يا انت يا عسل يا سكر.. قومي أعملي الشاي للضيوف» وقامت«العسل» جارية وهي حفيانة نحو المطبخ وانهمكت في إعداد الشاي وهي تتذكر قول المطربة سعدية حركات«دق الباب وجانا وزنا جريت ليهو حفيانة» وبعد نصف ساعة أخرى قال حسن لزوجته:« انتي يا عسل يا سكر برضو قومي ساعدي اختك في المطبخ» وقامت جارية برضو حفيانة وهي سعيدة بكلمة يا عسل يا سكر مسترجعة أغنية المطربة حوة بنزين.. وبعد نصف ساعة أخرى من النقاش حول دور المرأة وأهمية«القاعدة العريضة» صاح ابراهيم في زوجته قائلا« يعني من باب الذوق ما تقومي تساعدي زميلاتك في المطبخ القاعد ليها شنو؟» وقامت الزوجة جارية نحو المطبخ ولكنها لم تكن حفيانة.. وبعد نصف ساعة أخرى من النقاش الحاد بين الأربعة رجال والمرأة المتبقية معهم صاح صديق منتهراً زوجته قائلا«انتي المقعدك وسط الرجال شنو؟؟ سيبي الفصاحة وقومي أمشي المطبخ مع النسوان».. وجرت الزوجة وكانت حفيانة بسبب «النهرة والخلعة».. ومضت نصف ساعة أخرى تناقش فيها المجتمعون الأربعة حول أمر تكوين الاتحاد النسائي لكي يقوم بخدمة كل القضايا الحيوية «ويوسع» القاعدة النسوية في المشاركة وقضايا الجندرة والتعالي الذكوري السلطوي.. وقد خرج الاجتماع بقرارات حاسمة وثورية تمثلت في تكوين الاتحاد النسائي بالمنطقة على النحو التالي:- السيد/ عثمان رئيساً للاتحاد النسائي السيد/ حسن نائباً لرئيس اتحاد النساء السيد/ ابراهيم أميناً لشؤون المرأة الاجتماعية بالاتحاد النسائي السيد/ صديق لشؤون المرأة السياسية بالاتحاد النسائي وانتهى الاجتماع يوم الخميس عند الساعة الحادية عشر ليلا بعد أن تناول المجتمعون الشاي والمرطبات وكل واحد «ساق» مرتو وذهب إلى أهله يتمطي.. وبذلك أسدل الستار على قضية تكوين الاتحاد النسائي لكبح الهيمنة الذكورية. ونختم بالطرفة التي تقول: إن أحد الوزراء في عهد الفريق عبود كان يخاطب حشداً من النساء ويبدو انه قد خلط في المقاطع النسوية مثل«اللائي واللاتي وهن» وتلعثم كثيراً حتى ضحكت منه بعض الحاضرات.. واغتاظ الوزير وضرب على الطاولة التي أمامه قائلا:« والله الاتحاد النسائي ده كان كويس مما دخلوه النسوان خربوهو».. وكل عام ونساء السودان بخير..