* سعدت أيما سعادة لنجاح مبادرة الصلح بيننا من جهة، وبين الوزيرة إشراقة سيد محمود من جهة أخرى، والتي كان قد تقدم بها صديقنا المشترك عضو البرلمان السيد حسب الله صالح. فالأخير هذا وفي أول لقاء جمعنا برئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي مساعد رئيس الجمهورية المحترم جداً الدكتور جلال الدقير، عرض عليه أن تتنازل السيدة إشراقة محمود عن بلاغ قد تقدمت به في مواجهتنا على إثر نشر صحافي تم تحت إشرافنا وعلى مسؤولتنا الكاملة، ورأت فيه السيدة إشراقة انتقاصاً من مبادئ تؤمن بها وتحيا عليها *عندما أبلغني الصديق حسب الله صالح بنجاح مساعيه بعد عدة جلسات في المحكمة، شعرت بالغبطة وذهبت منشرحاً للقاء السيد جلال الدقير وقيادات حزبه في دارهم العامرة بالخرطوم، وذهبت إليهم ليلاً كما قلت لهم وحيداً أعزلَ مطمئناً واثقاً بأن من يدخل داراً للاتحاديين فهو آمن. وذهبت لهم احتراماً لقيادات هذا الحزب عبر التاريخ والحاضر، واحتراماً يمتد للمستقبل إن شاء الله ف(للاتحادي) رجالاً ونساءً وشباباً من سمت هذا الشعب، والذي عليك أن تلبي له النداء عند أول (ياء للنداء). *لم نذهب إليهم من أجل تسوية قانونية كنا نعلم أنها تسقط عنا تلقائياً وقانوناً بمجرد مغادرتنا للمنبر السابق، وإنما فعلنا ذلك من أجل تسوية سياسية يستحقها الاتحاديون ويستحقها الدقير وتستحقها إشراقة ونتشرف بها نحن ويكفينا من شرف التسوية السياسية التواصل مع رموز وقيادات وقواعد حزب كان له فوق شرف الاستقلال شرف المبادرة والمبادأة. فالشريف زين العابدين الهندي (يرحمه الله) كان أول من ابتدر مبادرة الحوار الوطني، ورأى فيها بعيون فاحصة مخرجاً لأزمات البلاد كلها، ورضي بموجبها قسمة ضيزى في السلطة، وجاء بعده الشريك الأكبر وبعد سنوات طوال يدفع بذات المبادرة بعد أن خصم منها نصف البنود وأضاف إليها بنداً خامساً! *جاءت جلستنا مع الأشقاء والشقيقات في الحزب الاتحادي الديمقراطي في دارهم العامرة دافئة وحميمة لمست فيها كيف يحتفظون للدقير بالمقام الذي يستحقه، وكيف يتواصلون معه بأريحية ودون تكلف في محافظة على البساط الأحمدي، ودون طي للبساط الأحمر من تحت قدميه، واكتشفت عن قُرب الأخت إشراقة مثلما تخيلتها دائماً صاعدة وصامدة عنيدة وعميقة، ونسخة للمرأة السودانية (أبيض وأسود)فقط! *وأخيراً سعدت جداً والأخت إشراقة محمود وأخوانها في الحزب الاتحادي الديمقراطي يسحبن بلاغهن المذكور في مواجهتنا من أمام المحكمة ويحرمننا، شرور أنفسنا التي كان من الممكن أن تتكسب صحافياً من استمرار هذه القضية، فنهزم من حيث لا ندري جوهر الرسالة الصحافية * ولنا عودة الى شرح عميق استمعت إليه من الدكتور جلال الدقير حول فلسفة الحزب الاتحادي الديمقراطي ورؤاه لمشاكل البلاد وحلها، وهي فلسفة لا يمكن أن يختلف عليها سامع مع قائل. على الطريق الثالث : نمضي نحن والمبادئ الشريفة باقية..