[email protected] الحقبة القطرية هناك ثمة اجماع بان دولة قطر باتت لاعبا رئيسيا في المشهد السياسي العالمي، بفضل حضورها الفاعل في المحافل الدولية، ونصرتها للشعوب ودعمها لقضايا امتنا المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فضلا عن نجاحها في ارساء دعائم الاستقرار والسلام بحل كثير من الخلافات والنزاعات،سواء بين ابناء الوطن الواحد كما في لبنان والسودان او بين الدول وفي هذه لها مبادارات مثمرة ،فقد نجحت في تطبيع العلاقات بين السودان واريتريا وبين الاخيرة وجيبوتي، وفض النزاعات يحتاج لوسيط نزيه ومحايد ، وهذا ما يميز الدوحة. عبَّرت دولة قطر عن موقف مبدئي بإدانتها اعتداء دولة جنوب السودان واحتلالها منطقة هجليج، كما دعت الدولتين لاحترام الاتفاقيات والمواثيق الدولية، وتهئية الاجواء لاستئناف المفاوضات لحل القضايا العالقة، وهذا الموقف يأتي حرصا على حقن دماء المواطنين السودانيين في البلدين، ومن اجل إقامة علاقات راسخة تركز على السلام والاخاء والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. اسهمت دولة قطر ? وما زالت ? في استقرار السودان من خلال نجاحها في «سلام دارفور»، وتنمية شرق السودان ، وهذا ما يسهم فعليا في الاستقرار الاقليمي، وفي منطقة انهكتها الحروب والفقر.يحتاج شطرا السودان الى استدامة السلام والاستقرار، لا اشعال حرب تضر بالشعبين، واحتلال جوبا لمنطقة هجليج النفطية، وجد الادانة من الدول الصديقة والشقيقة المحبة للسلام ومن المنظمات الاقليمية والدولية.?? لم يعد الامر يحتمل المزيد من التوتر والصراع،.وفي المحصلة،تستحق دولة قطر الاشادة والتقدير والاحترام لمواقفها الواضحة والمبدئية ،لانها تقف دائما مع الحق وتنصره،قولا وفعلا، وهذا نابع من حكمة قيادتها الرشيدة،وحق لنا ان نقول اننا نشهد «الحقبة القطرية»،ونجاحاتها في المحافل الدولية من خلال ترؤسها الجمعية العامة ممثلة بسفيرها عبد العزيز النصر الذي اظهر قدرات عالية في ادارة الجلسات ومناقشة قضايا مهمة،وهذه الدبلوماسية النشطة جعلت الدوحة عاصمة للمفاوضات والمؤتمرات، بوساطاتها المتعددة الناجحة في مختلف النزاعات والصراعات الإقليمية، إضافة إلى نجاحها في جمع الفرقاء على طاولة واحدة وتبدى ذلك ملفات دارفور واريتريا وجيبوتي وليبيا وفلسطين حتى طالبان تفكر في افتتاح مكتب في الدوحة تمهيدا لإجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة والحكومة الأفغانية. يمكن القول ان السر وراء اجتذاب قطر لكل هؤلاء، انها تقف على مسافة واحدة من جميع الفرقاء الامر الذي رفع من مكانتها على المستوى الدولي، كما انها لاتقف عند هذا الحد بل تحرص بعد التوقيع على الاتفاقيات على اتمام الصفقة من خلال التكفل بعمليات إعادة التعمير ودعم التنمية كما يبدو في دارفور من خلال بنك التنمية براسمال يبلغ ملياري دولار. ولعل اصدق تعبير ما قاله العضو في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن روبرت دانين، الذي تابع عن قرب المحادثات الفلسطينية في الدوحة «القطريون شديدو الاستقلالية، ولا يمكن التنبؤ بهم ولا السيطرة عليهم». .هذا ما تحتاجه امتنا،ان نجد قيادة رشيدة وحكيمة تنهض بواجب بالدفاع عن امتها ومصالح شعوبها.