قديماً قال المناصير لزعيمهم نعمان ود قمر أمانا يالنعمان ماك ولد يا الشايل المفضفض - وهو السيف الذي قيل عنه أنه أصدق أنباء من الكتب - وسيف النعمان المفضفض الملبس بالفضة والذهب انتصر بسيفه في إحدى المعارك الساخنة وإعجاباً به قالوا في قصيدة مشهورة أمانا يا نعمان ماك ولد، ولاحظ أن الذين يعجبون به يقولون أنا ولد، واليوم إذا قلت لشخص كبير يا ولد فإنه يزعل منك ويجيبك قائلاً بغضب الولد في بطن أمه يا زول، وكذلك في المملكة العربية السعودية إذا قلت لشخص كبير يا ولد فإنه يكون مبسوط منك ويقضي غرضك قائلاً أبشر يا ولد ومن هذا المنطلق وتلك المنطلقات كنا نتابع انتخابات الرئاسة المصرية، ومعنا كثير من السودانيين لأن الأخوة المصريون تربطنا بهم علاقة الجوار والعلاقة القوية علاقة الإسلام.. ولما كنت مهتماً بهذا الأمر كنت في هذا اليوم بالخرطوم، وكنا نتابع أخبار إعادة الانتخابات بينه والدكتور محمد مرسي واللواء السابق أحمد شفيق الذين كان الصراع حاداً والدكتور محمد مرسي كان يمثل حزب العدالة وهو الإخوان المسلمين عطر الله ذكراهم بالخير والبركات.. وهم الذين قال الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا رأيتم الرجل يرتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان» وفي اليوم الذي قيل أن نتيجة الانتخابات سوف تعلن في الساعة الثالثة وهو يوم الأحد 24/6 الموافق 4 شعبان 1433ه، وفي الساعة الثالثة جئناً زيارة لجريدة الوطن للقاء الابن الأستاذ يوسف سيد أحمد بالمدير العام للصحيفة وعمدة جريدة الوطن.. ووجدنا جمع حافل بالصالة.. وجهاز التلفاز بينهم ينظرون إليه بشغق عبر قناة الجزيرة أو القناة المصرية لست أأدري. وقالوا إن نتيجة انتخابات الرئاسة المصرية ستعلن الآن، وجلسنا معهم في لهف شديد نترقب، وكان معي الأبناء محمد حسن دياب وعبد الواحد العمدة، وهم سكرتارية مكتب سيداتي المتجول، وبعده وظللنا نلحظ الجالسين من الشباب ومحرري جريدة الوطن، فكانت ملاحظاتي قبل إعلان النتيجة أن أغلبهم «مرساب» يعني من مؤيدي حاج مرسي الذي فاز بالرئاسة، ولاحظت أن هناك شوية شفيقاب يعني من مؤيدي أحمد شفيق، ونحن في ترقب ولهف شديد فقد ظل رئيس اللجنة يحكي في تفاصيل طويلة عن الطعون المقدمة، وكيف أن هناك أسماء شطبت وأبعدت من القائمة، وطالت مدته في التفاصيل، وظل يذكر كل محافظة بما نال فيها المرشح من أصوات.. وفجاءة أعلن أن الفائز هو د. محمد مرسي، وقد نال ثلاثة عشر مليون وثلثمائة وزيادة صوتاً.. وقد اهتزينا طرباً وكبرنا وهللنا، وهنا قلت فجاءة أمانا يا مرسي ماك ولد، وقلت للابن يوسف المدير العام بجريدة الوطن ما عندكم نحاس نعرض ونبرج فوقوا بمناسبة فوز الحاج مرسي رئيس جمهورية مصر، وقال لي الابن يوسف وهو فرحان ومسرور بهذا الانتصار والله ياعمي العمدة ما عندنا نحاس هنا في الجريدة وخرجنا من عندهم ووجدنا البعض في الشارع يهنئون بعضهم بعضاً بفوز الدكتور الذي أعجب الجميع.. وهكذا سيداتي سادتي تفكر في هذا الحال وفي هذه الدنيا الرئيس حسني مبارك الذي كان رئيساً لمصر يكون بالسجن المؤبد ودكتور مرسي وهو من جماعة الإخوان والذي كان بالسجن، يخرج من السجن ليكون رئيساً للجمهورية، هكذا سبحانك ربي تؤتي الملك من تشاء وتعز من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، ومن هذا المكان وعبر هذه الصحيفة الرائدة أسجل هذه اليومية للتاريخ والأيام قائلاً أمانا يا حاج مرسي ماك ولد.. ختاماً أيها الشعب السوداني البطل لكم التحية والتقدير، وأشكر الذين يطالعون استراحاتي عبر الصحف قديماً وحديثاً، وإلى استراحتي الأسبوع القادم نفس هذا اليوم المحدد عبر هذه الصحيفة، ذلك إن كان في العمر بقية، ودمتم في حفظ الله ورعايته.