يبدو أن إخواني وأبنائي الجميعين والمصححين لديهم أجندة خاصة في التعامل مع كتاباتي في عمودي «ضل النيمة»، وذلك لقدرتهم الفائقة على تحويل حرف الفاء إلى عين، لتتحول كلمة «زرافة» إلى «زراعة»، رغم محاولاتي المضنية في إيجاد الأعذار لهم، وذلك لاهتمامي بأمور الزراعة ووزارتها ووزيرها «الباسم» المتعافي، الذي تعطلت به الطائرة الإماراتية في مطار دبي لأكثر من ثلاث ساعات، حتى اضطرت الجهات الرسمية إلى تغيير الطائرة خوفاً على وزيرنا المتعافي، خصوصاً أنه صاحب «سوابق» فيما يتعلق بحوادث الطيران. طرفة أمس كانت عن واحد «شماراتي» من الدرجة الأولى، معزوم سماية، وبعد بداية توزيع الصواني، أو «السُفَر»، بدأ صاحبنا في «البحلقة» في الصواني ليضمن ضلعة «كاربة»، «فخدة ورّانِيّة»، «بيت كلاوي»، ولكن العشر صواني الأولى كلها كانت عبارة عن « ضلعة فِقْرَة»، أي رقبة، صاحبنا احتار وانتفض واقفاً في نص الجماعة وقال:(الجماعة ديل ضابحين زرافة ولا شنو؟). هذه الطرفة تنطبق تماماً على جماعة المؤتمر الوطني، الذين ظلوا - لأكثر من عشرين عاماً - يوزعون في صواني «رقبة الزرافة»، ويستأثرون بالمطايب الأخرى. إخوانا في المؤتمر الوطني إذا كانوا يظنون أنهم أكثر وطنية وحرصاً على السودان ووحدته وشعبه، فهم واهمون وشذاذ آفاق، وعليهم ب«لحس أكواعهم»، فلقد كنت متجولاً في سوق الخرطوم بمنطقة الإستاد، ووجدت كافتريا كبيرة اسمها «كافتريا نصر هجليج»، فضولي وحسي الصحفي اضطرني إلى أن أجلس في هذه الكافتريا مستفسراً عن صاحبها، والذي وجدته مواطناً عادياً بسيطاً، ليس عضواً في المؤتمر الوطني، ووالده موظف بسيط، وليس نائباً في برلمان «البصمة»، ووالدته ربة منزل، وليست موظفة في إحدى منظمات المسميات الكبيرة اسماً والصغيرة مساعدةً. إخواني في المؤتمر الوطني، السودان بلد الجميع، وإذا كانت لديكم «شهادة بحث» تقول غير ذلك، نتمنى أن تبرزوها لنا لنعرف إلى أين نتجه، وقطعاً لن نذهب إلى دول الاستكبار أو ماليزيا، لأن طموحاتنا قريبة جداً جداً، الحبشة أو أريتريا أو تشاد، وإذا ضاقت بنا الحال، سوف نبحث عن «واسطة» قوية نهاجر بها إلى نيجيريا، بلد «الشريف مبسوط منّي»، ولكنه - وبكل أسف - لن يكون مبسوطاً معنا، لأننا سوف نقضي باقي عمرنا حزناً على السودان وعلى أهله الذين أصبحوا مشردين لا قدّر الله. وبالمناسبة .. غداً ضل النيمة تحت عنوان: وزارة الزراعة .. قصة ونهايتها لسه سيدي المتعافي: بعد إعفاء الخبراء والمتقاعدين والمعاشيين الخطوة الثانية: حكاية «شركات» الشراكات البرازيلية، الاسترالية، المصرية، والخبرات الإيرانية، وبقية قصص الخيال الواسع المصورة في «الموبايل». انتظروني غداً باذن الله