ومنذ زمان بعيد جداً حورب الاسلام بغير ما صورة ولا ينفك يعادى وأبرز اساليب الحرابة هي الاعلام.. والاعلام الرخيص جداً في مادته والقوي جداً في تأثيره وكيفية تحريك الرأي العام به وهو الذي أدى من بعد ومن قبل لاظهار الاسلام نفسه بشكل سيء وهؤلاء الاعلاميين هم الذين يخرجون تلك التداعيات بعد دراسات متأنية وتوقيت معين لإنجاح ما بدأوه لرسم التشويه والتشويش على عامة الناس ولاسيما الاسلاميون منهم، فهم إن فعلوا ذلك لا يدومون الاسلام نفسه وإنما يدومون ما وراءه مر مكاسب سياسية واقتصادية وإعلامية وإن دعا الداعي للتدخلات العسكرية للسيادات الوطنية وتمزيق الدول إلى دويلات ووصمها بعد كل ذلك بانها دول ارهابية تعمل على خلق العداءات وبسبب التهمة تلك او غيرها فهي مهدد أمني قومي يستوجب الدفاع حتى الممات عن مكتسبات بلادنا وسلامة شعوبنا بل يسوغ ردنا على البلاد الاسلامية نهب ثرواتها واستعباد رجالها وسبي نساءها وتشريد أطفالها، ومن ثم فرض وصايتنا عليها. أرأيت كيف تكون اللعبة ويكون الإخراج؟ (الريشات الاربعة) فيلم بريطاني يتحدث عن الثورة المهدية وقد عرض مؤخراً بدور السينما العالمية وشغل الناس والمهتمين أكثر ببلاد السودان لما فيه من وضاعة تصف الثورة المهدية بانها ثورة جياع وفترة الخليفة عبد الله التعايشي بانها جاءت من أجل الرقيق وإضهاد الأغلبية واحتقار البعض وصورتهم بانهم غلاه حكم مغتصبين (ادريس يمارس الرذيلة في الفيلم وهو يتبع له) وهذا كما يعلم الجميع ممن ضم مجلسنا بانه باطل منبريت وهو ما دعا البارونة كوكس 5002م او قبلها بتحريك الضمير الشعبي العالمي وبذر الكراهية بينه والسودان في ثوب جديد -دارفور مثلاً- وغيرها كثير في بلاد العالم الثالث كما يتوهمون. لن يمس الاسلام شيء ولن يمس النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مكروه وقد قال الله له (والله يعصمك من الناس) ومتى ما تغيرت المفاهيم الاسلامية فهماً سليماً كان الرد على الأكلة برد بضاعتهم إليهم فهي نجس جاءت إلى بلاد الاسلام عامة بدراهم معدودة ونحن فيها من الزاهدين. ثلاثة محاور أجدها لا تخرج السلامة من ثوبها في أعمال الرد على مزدري الأديان الذين يسمون أنفسهم أوصياء على الشعوب. أولاً: الفهم الطليعي للدين نفسه بان يحقق الفرد أي فرد- الدين في نفسه ويكون لسان حاله حال النبي الكريم في جميع حياته يوائم بين موجودات القرن في الحداثة وبين النص الديني (فإن النص الديني لا يجدد بتجديده وإنما يتجدد الفهم عنه). ثانياً: إفرازات الدين نفسها وما يعقبها من خير تكون في السلوك والمعاملة والأخلاق وهي التي أشار إليها القرآن حين قال (وإن أقيموا الدين) وقال ذلك الدين القيم فحينذاك تكون ردة الفعل محققة لا جوفاء لكافة الشعوب المسلمة فالغيرة على النبي الكريم تكون من باب التواصل لا الاحداث. ثالثاً: توظيف الاعلام نفسه تلك الآلة الجبارة في تغيير المفاهيم وتحريك الضمائر وفرض الحقائق أو الأكاذيب متى ما توظف أمرها كان من الخير الإستباق بمحوها من آلتها إذ ردة الفعل التي أعقبتها كانت أعنف مما توقع لها وإن عمل بما جاء أعلاه لكان الخير الكثير ولحفظت دماء الأبرياء. الثورة المصرية الأخيرة 52/ يناير الذي جاء بنجاحها -أغلب الظن- هو ذلك الشاب أو الشباب الذين أوقفوا شبكة الانترنت فخرج الشارع وتحقق نجاحها إذا هو حسن توظيف فيما أرى لآله الاعلام. مقولة مشهورة لقولدا مائير اليهودية (نحن نعرف العرب عند إصدار القرارات الدولية أو التدخلات الأممية فهم -أي العرب- يقومون بعمل مظاهرات شعبية كبيرة ويدشنون السفارات بالحجارة وينددون ويستنكرون ثم ماذا بعد؟ لا شيء!) ففي هذه المقولة قمة الإحتقار لعقول الشعوب العربية والإسلامية خصوصاً وقمة الإستخفاف والسفة للضمير الديني العتيق ومن هذا الباب يعرفون كيف يحركون بلادنا العربية ومتى وأين يوقفونها. (الريشات الأربعة) لن تمس التاريخ السوداني الضخم يا كوكس والرسومات والافلام الرخيصة لن تزيد الاسلام إلا قوة والاسلام عائد من جديد لا محالة في ثوب قشيب والنبي الكيم يقول (تخلقوا بأخلاق الله فان ربي على صراط مستقيم) والله يقول (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.