على الرغم من أن الأعياد والمناسبات العامة هي الفرصة الوحيدة التى يتقابل فيها الناس ويزور فيها الإنسان أقاربه وأصحابه وأحبابه وكل أهله ويجد مساحة ليجلس مع جيرانه ويتفقد كل من حوله، إلا أن العيد أصبح له شكل مختلف، حيث أن الزيارات أصبحت مختصرة على الأقربين جداً فقط وربما لا تصل الى الأرحام أو الاخوال وكل من هو أولى بأن نزوره في العيد، بل أن مباركة العيد الآن أصبحت عبر الهاتف النقال ويختصر الكثيرون تلك الزيارات بمكالمة طالت أم قصرت يعتبرون أنها أدت غرض معنى العيد بكل ما يحمله من صلات إجتماعية وزيارات للأهل ولمة وفرحة أساسها رؤية القريب والبعيد، ولكن هل ما زالت إاجتماعيات العيد موجودة؟ أم أنها ضاعت وسط زحمة الحياة..؟ ٭ نازك علي - تقول: للأسف تغير الناس وتغيرت حياتهم وتعاملاتهم فأصبحوا بعيدين كل البعد عن بعضهم سواء داخل المجتمع الصغير أو في مجتمعهم الكبير حتى في الأعياد نجد أن الناس أصبحوا يختصرون الزيارات سواء بين الجيران فيذهبون الى الجار القريب أو ربما الذي يلاصقهم في الجوار ويتناسون الآخر وحتى زيارات الأهل والأقارب ولمة العيد أصبح الناس يفتقدونها فهنالك من استغل أجازة العيد في النوم والبعض يقضيها أمام القنوات الفضائية وآخرون في «الفيس بوك» ومواقع النت الأخرى دون الاهتمام بتواصل الأسرة والأقرباء لملاقاتهم في مناسبة العيد السعيدة والجلوس مع الأهل أو الونسة مع الكبار والصغار، فصار العيد مجرد مناسبة عادية أو يوم عادي افتقد الملامح القديمة الاصالة السودانية الجميلة. ٭ أحمد عبداللطيف - يؤكد أن مشاغل الحياة وهمومها وزحمتها أخذت أوقات الناس وقضت على تواصلهم وعلاقاتهم الاجتماعية الحميمة، فلم يعد التواصل الإجتماعي خصوصاً في الأعياد كما هو مثل السابق بل أصبح الأمر مجرد مكالمات هاتفية تحمل العيد مبارك والكل مشغول بأشياء أخرى يعتبرها هي المهمة او الاهم، فإذا قارنا العيد في الماضي في المجتمع السوداني نجده له طابع خاص وميزة بأشياء بسيطة وطبيعية تجعل من يوم العيد يوم لا ينسى بما يحمله من زيارات واستقبال وتهاني ولمة كل الأهل الذين قد لا تراهم الا في العيد. الاستاذة سلافة علي - باحثة إجتماعية - تضيف: كلما تطور الزمن وانشغل الناس بنمط الحياة الذي يعيشونه تقطعت صلاتهم الإجتماعية وتغيرت تعاملاتهم، لذلك نجد أنه حتى العادات والطقوس المتعارف عليها، والمعروفة منذ القدم خصوصاً في السودان لم تعد مثل السابق فتغيرت قليلاً حتى في يوم العيد ولم تعد إجتماعيات العيد المعهودة والمألوفة التي عرفها الناس في الماضي.