فجعت قرية العفاض بل مدينة الدبة وكل بلاد الشايقية والبديرية حتى كل قرى الولاية الشمالية ومُدن ولاية الخرطوم بالعوض ود أحمد عبد الجبار ذلك النجم الذي هوى والهلال الذي أفل مات عوض الأمة الذي بدأ معلماً ومات مزارعاً لقدعرفته قطباً إتحادياً لأنه رجلاً وسطاً، وإزدادت معرفتي به وهو سادناً مايوياً ناشطاً في صحبة صديقه على فقير عبادي ثم جمعتنا ليالي الإنس في منزل أخيه وصديقه وحبيبه بابكر المرضي بالديوم الشرقية الذي كان ينزل في ضيافته حيث تلتقي ثلة من أصدقائه وعلى رأسهم محي الدين ود المبارك وفرح أخوان وأحمد فتح الرحمن سعادتو وبابكر ود الرواسي ثم جمعتنا الإنقاذ الوطني وكل هذا وهو يمثل أهله وقريته في مجالس الشعب المايوية وفي مجلس الولاية الشمالية حتى لاقى ربه وهو يمثل أهله عن الدائرة «12/الدبة» كيف لا وهو ذلك العفاضي من سلاسلة المرحوم الفذ والنائب الإتحادي ابراهيم حمد العوض رحمه الله رجلاً بطبعه مهولاً متواضعاً مقداماً مبادراً هميماً من أهل الجودية الذي يجمع ولا يفرق يعطي ولايأخذ مضيافاً يخدم ضيوفه حافي القدمين مؤثر يجب الخير لأهله ويتفانى في خدمتهم لاهثاً وراء إحتياجاتهم فهو لكل أهله في العفاض كما هو لكل اهل الشمالية وهو ككُل اهل العفاض ينتمون للطريقة العجيمية كنت دوماً إلتقيه في حولية العارف بالله السيد نور الدائم العجيمي التي تصادف اليوم الثالث من عيد الأضحى المبارك وفي آخر مرة نزلنا في ضيافته قبل أن نذهب الى الحولية في ذلك المنزل العامر الذي يحدثك عن كرم هذا الرجل أما هذا العام كانت له قضية اذا تزامنت الحولية مع زواج ابني المقداد وزواج ابنيه وتأخر ركبي عن صديقنا بابكر المرضي اذي حضر كل المناسبات في البلد وفي عصر الأربعاء جائني يحكي لي كيف تجمعت كل الشمالية مسؤولين وأحباب من كل قرى الشمالية وقال لي إن العوض بعد أن عقد قرآن ابنيه سوف يحضر للخرطوم ليتمم عقد قران ابنه الثالث يوم 6 نوفمبر وودعني في المساء وذهب الى منزله وشاءت إرادة الله الغلابة أن يشعر ببدايات ذبحه صدرية فنُقل ليلاً إلى الخرطوم التي ما أشرقت شمس صباح الخميس إلا أن فارق الفانية( أُم بناياً قش )وحملة الإسعاف راجعاً إلى أرض المولد حيث قُبر في ارض الأجداد بعد موكب مهيب بين دهشة الجميع وإرادة الله وورى جسده المثقل بحب العفاض الى ترابها التي أحبها وكدح وجاهد من أجلها كأنه اراد ان يختم حياته بتأهيل ابنائه للحياة بعد ان أهل البنات ورأى الأحفاد لقد هوى نجم السعد وبدر الدجى في الليلة الظلماء أفل اخو الأخوان والركن الركين والأمنية التي إرتكز عليها عرش الأسرة رحمه الله رحمة واسعة عاش سمحاً ومات سمحاً وكان رجل المهام الصعبة مبادراً لقيادة الجودية والصلح وهو الغالي الذي لا نزكيه على الله ونزرف الدمع عليه أنهاراً ولا تكفيه ولا نقول إلا ما يرضي الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وانا اليه راجعون وداعاً ود احمد وأبو احمد مقنع الكاشفات شيال التقيلة ملتقانا جنات الخلد عرضها السموات والأرض ولا أملك غير الدعاء بالمغفرة والرحمة وصحبة الصديقين والشهداء وحسن أُولئك رفيقا ثم أبيات من الشعر صاغها حبر الأمة وامام الأمة سيدي الإمام ابي عبد الله محمد بن ادريس الشافعي رضي الله عنه وأرضاه الذي قال في الموت سنة الحياة تمنى رجال أن اموت وإن أمت فتلك سبيل لست فيها بأوحد فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى تهيأ لأُخرى مثلها فكان قد وقد علموا لو ينفع العلم عندهم إذا مت ما الداعي على بمقلد وقال عن جنات الخلد يا من يعانق دنيا لا بقاء لها يمسي ويصبح في دنياه سفارا وملا تركت لذي الدنيا معانقة حتى تعانق في الفردوس ابكارا إذا كنت تبقى جنان الخلد تسكنها فينبغي لك ان لا تأمين النارا وقال يدع الأيام دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثة الليالي فما لحوادث الدنيا بقاء إلى أن قال: ولافرح يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء اذا ما كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا سواء ومن نزلت بساحته المنايا فلا ارض تقيه ولا سماء دع الأيام تغدر كل حين فما أغني عن الموت الدواء ودعوتي ان يكون عوض العوض في بنائه وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين اخوك عبد القيوم التركي