شهدت قضية تقاوى زهرة عباد الشمس التي فصلت فيها المحكمة ببراءة مدير البنك الزراعي وآخرين وأدانت الشركة التي استوردت التقاوى، تطورات متلاحقة خلال أقل من أسبوعين من تاريخ صدور الحكم في الحادي عشر من الشهر الجاري، ففي الوقت الذي أعدت فيه هيئة الاتهام في وزارة العدل استئناف الحكم قررت كذلك شركة هارفست المدانة بغرامة خمسة ملايين جنيه. ومن المنتظر أن يكمل الطرفان مذكرتيهنا أمس الأحد ليسلماهما إلى محكمة الاستئناف. ولم يرغب الدكتور الهادي محجوب مكاوي في الإدلاء بتصريحات صحفية إلا من خلال المذكرة التي يعدها حالياً حول هذا الأمر، لكنه قال (إن هناك تناقضاً في حيثيات القرار، فكيف يجوز تجريم جهة أدخلت تقاوى غير صالحة،بينما تبرىء البنك الذي كان المسئول الأول لتوزيعها على المزارعين). من جهته يرى المحامي الأستاذ عادل عبد الغني، محامي السيد عوض عثمان مدير البنك، أن استئناف الاتهام (لا أمل فيه حسب رأينا، لكن هناك تخبطاً واضحاً لدى الاتهام في تحديد المسؤولية لجهة اعتبارية أم شخصية في قضيتهم). مشيراً إلى أن الحُكم كان متوقعاً استئنافه فهو عرف قانوني في حالة عدم رضى أحد الأطراف عن الحكم من اللجوء إلى محكمة أعلى وهي محكمة الاستئنافات التي تضم عادة ثلاثة قضاة يرفع لهم كاملاً نص الحكم ومذكرتا الاستئناف للدفاع والاتهام. وبيّن الأستاذ عادل عبد الغني، في حديث لمركز الصحاف أمس (أن البيّنة الدالة على براءة موكّله مدير البنك الزراعي كانت واضحة في الحكم خلافاً لما أثاره الاتهام في قيام موكِّلي بأعمال تنافي قوانين العمل المصرفي لكن الشاهد) والحديث للأستاذ عادل ( أن السيد عوض عثمان مسؤوليته تنحصر في متابعة الإجراءات ويقوم بهذا الدور وفقاً لشروط محددة وهو ما أثبتته وقائع المحاكمة). وبيّن عبد الغني أنه ليس هناك تناقض في الحكم بل يعتبر حكماً متماسكاً وكان ينبغي التركيز على أن هناك عوامل مؤكدة أثببت سوء المعامل التي تم فيها فحص التقاوى وليس التركيز على عيوبها التي انصب حولها الهجوم ،حسب قوله، إذ أن العيب كان في معمل بورتسودان الذي أجري فيه الفحص وذلك بإقرار الجميع في المحكمة مسؤولين وآخريين. من جهته، أوضح الأستاذ طارق النعمة محامي شركة هارفست فى تصريحات صحفية ، أن الحكم لم يراع البيّنات التي قدمها الدفاع للمحكمة وهي عديدة ، مشيراً إلى أن هناك بعض المزارعين ضعاف النفوس والمعروفين لدى العديد من الجهات الزراعية في البلاد افتعلوا أزمة هذه التقاوى مما ألحق الضرر بالاقتصاد السوداني وأوقف مشروعاً لزراعة 1.5 مليون فدان زهرة شمس كان يمكن أن تُلغي فواتير استيراد الزيوت وغيرها.