هذه الرسالة المليئة بعبق الماضي وذكرياتة الجميلة وصلتنا من الأخ الطاهر آدم الطاهر الذي تفاعل مع ماكتبته عن الخروقات التي أصبحت ظاهرة للعيان من بعض منتسبي جهاز الشرطة، الذي من المفترض أن يذهب أماماً للأحدث والأجود في ضبط المجتمع وتأمينه.. ولكن للأسف أصبح المجتمع يطلب الحماية من بعض منتسبي الشرطة أنفسهم وليس العكس: الأستاذة الدكتورة/حرم الرشيد شداد(حفظك الله).. تحية طيبة وبعد: عسكري البوليس زمااااااااان.. البوليس كان محل فخر وإعزاز بين عامة الناس. وكان رجل البوليس.. قوي البنية الجسمانية! إذا نظرت إليهم وهم في طابورالتمام الصباحي تكاد لاتميز بين إثنين منهم!! ناهيك عن الطابورالواقف كلو.. من فرط البنية الجسمانيةالمتشابهة رغم إختلاف سحناتهم ولهجاتهم!! إلا أنهم مثالاً للإنضباط العسكري والأخلاقي... كان الزي العسكري..يتكون من قطعة القميص،الردا،القاش(أي الحزام)، شراب الصوف، شبط الجلد السميك بلون أحمرغامق،البرنيطة (زي اللابسه سلفاكير)!!بس مطبوقة بجانب واحد.. وفيها ريش نعام بألوان مختلفة حسب الوحدة التي يتبع لها فرد البوليس!!وكمان ليهو نمرة من ثلاثة أرقام توضع علي الجانب الأيسر فوق جيب القميص!! ولكل عسكري صافرةمعلقة في ناحيةالكتف الشمال!ولاننسي(كلشين).. والكلشين:شريط طويل مصنوع من الصوف!!يلفه البوليس من تحت الركبة علي طول الساق حتى الرسغ!! وبعد أن ألبسنا البوليس!! نقاط العمل: في الأحياء.. كان للبوليس كشك بلون أبيض وخط أسود وبه تلفون وعادة مايكون البوليس مسلح بمسدس. وأيضا الخيالة ومايعرف بالسواري كانوا زمان حضور مكثف . السواري كان يساعد حتى المرأة الحبلى ، التي يداهمها ألم المخاض ليلاً .. هو الذي يتكفل بهذه المهمة ذهاباً وإيابا!! ومرات الولادة تصعب علي الداية!!.. ولابد ينقلوا ست الوضوع للدايات!! هنا يأتي دور كشك البوليس الموجود أصلاً في الشارع العام!! يتصل علي الفور بإسعاف دايات أمدرمان..دقايق معدودة..الإسعاف والمرأة المتوجعة والداية جوه الأسعاف مع طاقم الإسعاف، منطلقاً بسرعة البرق..والحكاوي مع بوليس زمان ما إنتهت يادكتورة.. أرجو أن تسمحي لي بالحديث عن بعض حبوباتنا الدايات ولهن بصمات واضحة في تواصل الأجيال والأسرالممتدة.. والرحمة لمن توفاهن الله والصحة والعافية للأحياء بقدر ما أعطوا لهذا الوطن الأبي. وأشهردايات أمدرمان ونقصدبها داية عندها الشنطة الفضية وشهادة من مدرسة الدايات أمدرمان وبتولد النسوان في البيت!!.. مافي المستشفى زي ماحاصل اليوم في غالب أنحاء الخرطوم!!والدايات هم: روضة وأختها حرم.. ديل بيتهم في بانت شرق وأيضا فاطمة المعروفة ب(بت المقرن).. وفي بانت غرب عائشة الشايقية.. وفي العباسية والهاشماب بالتحديد في شارع الفيل الداية زهرة وفي العباسية فاطمة عبدالغني.أما أشهر(دايات( مستشفي الدايات أمدرمان )بتول وفتحيه عمر)الشهيرة ب(حربية)، وسميت بهذا الأسم لأنها ولدت في الحرب العالمية الثانية.. هذا ماكان في أمهاتنا وحبوباتنا الدايات..بس في حاجة لطيفة يادكتورة..من فرط شهرة البعض منهن..النسوان بجوا من بعيد للداية المعنية وينزلوا معاها في البيت يوم وأكثرمن أجل إنزال المولود علي يد الدايةالمبروكة.. وإلي عهد قريب يفتخرالأمدرمانيون بالداية الولدت أمه فخرج سليماً بصحة وعافية.. ولا أمراض طفولة الخمسة ولا (النفسا ) داير ليها حقنة ولانقل دم !! كل شيء الحمدلله في البيت.!!.