قلنا أمس إن هذه «الفنجطة» وزوبعة الرافضين لنقل الخدمات الطبية من وسط الخرطوم الى حيث يسكن المواطن.. المصالح الشخصية وكما هو معلوم.. معظم العيادات الخاصة هي ملكاً لكبار الإختصاصيين وبالتالي تكون هناك مساحة واسعة بإعطاء المستشفيات الزمن اليسير من الوقت ومتابعة الحالات المحولة من عياداتهم لمتابعتها داخل مستشفيات الحكومية.. وكبار الإختصاصيين معظمهم كل وقتهم لعياداتهم الخاصة.. أقل واحد لا يرضى ب 5 مليون بالقديم. ولماذا أصلاً تكون هناك عيادات خاصة بالقرب من المستشفيات وعلى حكومة الولاية إعادة النظر في تكدس هذه العيادات فقط حول المستشفيات الحكومية. ٭ الأمر الثاني قالت الدكتورة حياة: لقد تصدينا لقرار الأيلولة واعتبرناه بداية لخصخصة هذه المرافق العامة المملوكة للشعب السوداني وبهذه العبارات «المفخخة» يخاطبون المواطن البسيط لشىء في نفوسهم.. ومامون حميدة نفسه موظف لدى الدولة ينفذ المهام الموكولة اليه والأيلولة من ضمنها.. ومن أنتم يا دكتورة الذين يتصدون لقرار الأيلولة .. الدولة لا تشاور موظفيها لتنفيذ سياستها هذا كلام غريب.. والأطباء هؤلاء موظفين وأفندية خدمة مدنية وهناك علاقة معلومة ومعروفة مابين المخدم ومخدمه في كل الدنيا.. موظفين الدولة ما عليهم إلا السمع والطاعة وقوانين الخدمة المدنية واضحة المعالم ومفصلة.. وموضحة حقوق منسوبيها وواجباتهم.. ولكن أقولها بصراحة شديدة: «بعض» الأطباء الى الآن معشعش في خيالهم بأنهم خيار من خيار.. وهم خيار هذه الأمة ويجب مشاورتهم والأخذ برأيهم. نعم.. ولكن من غير المعقول التدخل في سياسة الدولة وخطط الدولة وإستراتيجية الدولة.. بل لي ذراع الدولة وتركيعها وإجبارها على الأخذ برأيهم.. وهذه دولة لا تحترم نفسها.. تلك الدولة التي تسمح لموظفيها وأفنديتها تعطيلها و«فرملتها» بل وإثارة المواطن البسيط وتأليبه للخروج ضدها.. أي دولة هذه التي ترضى بذلك.. وهذا ما وضح الآن وبان.. اختصاصيون يغلقون شارع المستشفى ويتظاهرون إحتجاجاً على نقل حوادث مستشفى جعفر بن عوف.. أي هؤلاء الإختصاصيون هم موظفو دولة يخرجون في ساعات الدوام الرسمي ويواجهون المخدم وجهاً لوجه.. وهذا لم نسمع به إلا في سوداننا الحبيب.. مش كده وبس.. الموضوع فجأة تحول الى مخطط خطير وأجندة سياسية كيف ذلك.. نواصل غداً