[email protected] للممثلة الفرنسية العالمية برجيت باردو والتي وصلت لقمة المجد والشهرة في ستينيات القرن الماضي في مجال السينما باع طويل في العمل في جمعيات الرفق بالحيوان فبعد أن عاشت فترة شبابها طولاً وعرضاً تتلقى إعجاب الكل بجمالها وأناقتها ورقتها كما تتلقى إطراء الشباب والكهول بأدائها الرائع في الأفلام التي قامت ببطولتها، فقد كانت ب. ب كما يرمزون لها إحدى ملكات الإغراء في السينما العالمية لا تقل عن مارلين مورنو او م.م الممثلة الأمريكية الشهيرة ايضاً في مجال الإغراء في الخمسينيات في القرن الماضي أيضاً. وجدت ب.ب بعد إعتزالها التمثيل او بعد أن أعتزلها التمثيل إذا أردنا الدقة فقد شاخت وترهل جسمها وقلت حركتها وحيويتها وأنفض المعجبون من مائدتها واتجهوا إلى موائد أكثر وسامة ليشبعوا نظراتهم وفضولهم وهكذا حال الدنيا لا تدوم لأحد، وكما نقول (لو دامت لغيرك لما آلت لك) . وجدت ب.ب انها وحيدة لم تتزوج او ربما كانت قد تزوجت وانفصلت فهي الآن في فترة الشيخوخة بلا زوج او ولد باتت حياتها خاوية وأصبح مسكنها تحيط به الكآبة والوحشة فلا أنيس أو جليس ولا أهل او أصدقاء فقد جاء الوقت الذي تدفع فيه فاتورة المجد والشهرة عليها الآن أن تعيش وحيدة تجتر ماضي ذكرياتها. لا ينقص ب.ب المال فقد أكتنزت الكثير منه ولكنها تحتاج من يملأ عليها وقت فراغها العريض لم تتغلب كثيراً فقد إستضاف مسكنها الفاخر عدداً من القطط والكلاب رصدت لهذه الحيوانات الأليفه جزءاً غير يسيراً من ثروتها وأحضرت لها من يقوم بتربيتها والعناية بها فهي تتناول وجباتها بإنتظام ويتم الكشف الدوري عليها في العيادات البيطرية للتأكد من صحتها وإنها لم تتعرض لنزلة برد مثلاً او لإسهال او لإكتئاب نفسي فهي بصحة جسدية ونفسية ممتاز، بل أن ب.ب أطلقت حملة إعلامية في فرنسا للإعتناء بكل الحيوانات الضالة من أجل العناية بها، وقد تجاوبت قطاعات واسعة من الفرنسيين بتلك الدعوة. لكن ب.ب لا تهتم بالإنسان الفقير الذي لا يجد ما يسد به رمقه فينبش في القمامة فربما وجد شيئاً يأكله كما إنها لا تهتم بالمتشردين الذين ينامون في الطرقات او تحت الكباري او المجاري لإتقاء برد باريس القارص كما أن ب.ب لم تسمع عن الفلسطينيين الذين يقتلهم الصهاينة وإشباع هوايتهم في القتل. ليست ب.ب هي الوحيدة التي تستهويها هواية العناية بالحيوانات الأليفه فأولادنا في دبي في الإمارات العربية مثلاً يحزنون لمقتل سحلية في حديقه الصفا في دبي كما جاء في الصحف، ولا تتحرك مشاعرهم للمجازر التي يرتكبها الصهاينة في حق اخوانهم الفلسطينيين كل يوم ولا يهمهم ما يقوم به البوذيين وحكومتهم تجاه مسلحي مينامار من قتل وتشريد وترحيل إلى خارج بلادهم فقط لانهم مسلمين ، فالبوذيين يريدون دولة بوذيه 100% خالية من المسلمين كما يريد الصهاينة دولة يهودية 100% خالية من المسلمين فهؤلاء المسلمين في بورما وفلسطين يعانون من القتل وسوء المعاملة ألا يحق لنا الدعوة إلى قيام جمعيات للرفق بالإنسان اسوه بجمعيات الرفق بالحيوان ؟ ام أن الحيوانات الأليفة أو النادرة أصبحت أكثر قيمة من الإنسان المعاصر؟ اقترح أن تبدأ فعاليات تكوين جمعية الرفق بالإنسان في (دبي) فشبابها أكثر رقة ورأفة علينا فقط أن نوجه جزء من مشاعره الجياشة للتعاطف مع مسلمي بورما وفلسطين دون أن تتحرك حكومات العالم الإسلامي وكأن الأمر لا يعنيها في قليل أو كثير.