تعيش مصر هذه الأيام أوقات عصيبة جدا بعد أن عانت الأمرين فى الحكم الإخواني الذي يفتقد لأدنى مقومات السياسة العامة للدول الكبرى والخطابة السياسية للشعوب الواعية مثل الشعب المصرى المثقف والعالم بخبايا الأمور نسبة لخبرته الطويلة فى معاصرة الأزمات التي قابلتهم فى حياتهم إبتداءً بثورة 24 يوليو، والمعروفة بثورة الضباط الأحرار ، والتي تلتها فى حكم البلاد حكم الحزب الواحد وذلك بحزب اتجاهات الزعيم السياسية الذي كان يحكم البلاد بدءا بمحمد نجيب، ثم عبد الناصر، ثم تلاهم أنور السادات، وحسني مبارك إلى أن هلت عليهم ثورة 25يناير من العام 2011 التي إقتلعت المخلوع من جذوره، وذلك أملاً في التغيير فى كل مناحي الحياة بالرغم من الدور السياسي الكبير الذي لعبه مبارك في المنطقة العربية ككل والاحترام الذي وجده من دول الغرب وإسرائيل ولكن ظل الشعب المصري( محلك سر) وقد عانى من أبسط مقومات الحياة فى السنوات الأخيرة من حكم المخلوع حسني مبارك والسبب الآخر الذي عانى منه الشعب المصري هو حجم الظُلم الذي وجده من الحكومة في شخص المخابرات والشرطة التي مسحت بكرامتهم الأرض للدرجة التي جعلت المصريين يرتجفون روعا عندما يشاهدون شرطي بالزي الرسمي أو واحداً من أفراد المخابرات. طمع الشعب المصري بمزيدا من الترف والإستقرار المادي بعد أن توفرت لهم أبسط مقومات الحياة ولم يعد حلمهم هو الأكبر هو إمتلاك شقة أومسكن ولكن كانوا يحلمون بمزيدا من الإستقرار وذلك متمثلاً فى زيادة الرواتب ووفرة واستقرار المواد التموينية ولكن لم يكن همهم وجود البترول بشتى أنواعه أوعدم إستقرار التيار الكهربائي فى منازلهم وهذا ما حدث مع الرئيس الحالي الدكتور محمد مرسي وبذلك يكون قد عاد بهم إلى نقطة الصفر التي إجتازها مبارك بسنين كثيرة وطوى صفحتها. فقد الشعب المصري المصداقية فى الرئيس مرسي؛ لأنه خسر جولات كثيرة إعلامية وأتهم بعض معارضيه بالفساد المالي وعدم دفعهم للضرائب واتهامه لرئيس الوزراء الأسبق الدكتور أحمد شفيق بالسرقة لصفقة الطائرات فى العام 2005واتضح بعدها بأن الدكتور شفيق برئ من تلك التهم وعلى العكس اتضح أنه اشتراها بأقل من ثمنها فى ذاك الزمان وذلك موجود بالمستندات فى أروقة وزارة الطيران . الإساءات التي يكيلها الرئيس مرسي لشخوص بأسماءهم أيضا قللت كثيرا من هيبته بحيث ضاعت منه (كاريزما) رئيس دولة مثل مصر بكل تاريخها المديد العريق بحيث لا يجوز أن تكون خطابته معنونة لأشخاص بأعينهم ويناديهم بأسماءهم وكأنه (هتيف) سياسى يتحدث في ندوة سياسية لإقناع الناس بالتصويت له، وهذاما قالته بعض الصحف المصرية المعارضة بأن الدكتور مرسي كان يحتاج لفترة تأهيل لا تقل عن أربعة أعوام ليصبح وزير للإعلام، وليس رئيسا لمصر بحيث لا يجوز أن يأتي من السجن إلى رئاسة دولة عملاقة ومتشابكة القضايا المحلية والدولية منها.وقد فقد مرسي قمة هيبته عند زيارته لدولة إثيوبيا وقد قام باستقباله وزيرالتربية والتعليم الأثيوبي وهنا وجبت عند الشعب المصري المقارنة بينه وبين مبارك الذي إذا عزم على زيارة دولة مثل إثيوبيا لكان فى إنتظاره رئيس الدولة ورؤساء كل الدول المجاورة للبلد الذي سوف يقوم بزيارته. لن يمر اليوم مرور الكرام فى مصر أم الدنيا ولن يصمت الثوار على مواصلة مرسي لحكم مصر وسوف يكون الخيار الأوحد هو تقديم تنازلات كبيرة أهمها حل الحكومة الحالية، وتقديم انتخابات رئاسية قبل موعدها، وسوف يظل الجيش مترقباً للوضع الأمني العام، وسوف يتدخل فى حالة حدوث شغب يوصل حجمه إلى إراقة الدماء ويكون عندها كل الخيارات متاحة أمام الجيش المصري ووزير دفاعها الفريق عبد الفتاح السيسي.