٭ أولا: المجاهدة ابتسام خضر وقيع الله:- حملت الأنباء إختيار السيدة المجاهدة ابتسام خضر وقيع الله أمينة للمرأة بولاية الخرطوم وهو اختياراً ولو أنه جاء متأخراً جداً فهو ليس مستغرباً لأنه تطور طبيعي لقائد طبيعي التحم بالقواعد، وقدّم الكثير من العمل التنظيمي والسياسي والاجتماعي، خاصة عندما كانت أمينة لمحلية الخرطوم وقد زاملتها وأنا الأمين السياسي الذي عايشت النجاحات القاعدية التي أوصلت المحلية للتفوق في انتخابات ابريل 0102م التي شكلت المرأة الضلع الثاني بل عصبها وأشهد لها أنها قادت محلية الخرطوم إلى نجاحات صعب على من خلفها المسايرة على ذات الطريق، فهي امرأة حديدية معتدة بنفسها، مبادرة ومبادئة وترمي بالحقيقة أينما كان حجم مطلوبها، وصبورة على الأذى من الآخرين وعلى المكاره، وقد أحيكت المؤمرات من هنا وهناك حولها.. ونسجت حوادث كثيرة من نسج الخيال حيالها ولكنها كانت كالطود الشامخ الذي تكسرت عنده كل المحاولات للنيل منها.. إنحنت للعواصف ولكنها لم تتخلى يوماً عن قول الحقيقة لا تخشى في الحق لومة لائم، أصيلة في عقيدتها متمرسة في أدائها قائدة قدوة، وقد نجح أعداء الحق بعد أن كرهوها في أبعادها، وغير مستغرب أن تعود بعد الرجوع إلى الحق بقيادة المرأة الخرطومية ، فالمواقع تزيد ألقاً بها، ولا نملك إلا أن نقول لها أعانك الله وأنت أهل لها.. وقد صدق حبيبنا الإمام الشافعي رضي الله عنه قال في الحلم: إذا سبني ندل تزايدت رفعة وما العيب إلا أن أكون مسابيه ولو لم تكن نفسي عليّ عزيرة لمكنتها من كل ندل تحاربه ولو انني أسعى لنفعي وجدتني كثير التواني للذي أنا طالبه ولكني أسعى لانفع صاحبي وعار على الشبعان إن جاع صاحبه يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا يزيد سفاهة فأزيد حلماً كعود زاده الإحراق طيبا فإذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من اجابته السكوت فإن كلمته فرجت عنه وإن خليته كمداً يموت ٭ مات الشيخ الابنوسي عمنا عابدون عثمان فقد الديامة عمنا المرحوم عابدون عثمان ذلك الرجل الصالح الابنوسي العصامي الذي يعتز بدنقلاويته التي لم يجبره الزمان على حياد لسانه عن نطقها، والرجل كافح ونافح في عمله في البنوك حتى تقاعد على المعاش الاجباري. وقد أصابته سنة الحياة من بعد قوة ضعف ووهن منه العظم، وأصيب في آخر أيامه بكسر كنت أقابله كل صباح وهو على المشاية داخل سياج منزله، رحمه الله رحمة واسعة كان حلو اللسان والمعشر، هاديء، سمح نظيف اليد، طاهر القلب، عفيف اللسان يجبرك على احترامه، محباً للخير كريماً طيباً، أكرمه الله بأن أمّ مواراته الثرى عدداً مهولاً من جيرانه وأحبائه وأهله ألا رحم الله (أبا جمال) وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والنبيين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً ورحم الله إمام الأئمة الشافعي الذي قال: سلام على قبر تضمن جسمه وجادت عليه المدجنات الهوامع لئن فجعتنا الحادثات بشخصه لهن لما حكمن فيه جوامع فأحكامه فينا بدور زواهر وأثاره فينا نجوم طوالع ٭ مضى الرجل الصالح الخليفة الشيخ عبدالوهاب عبدالله عبدالصمد فقدت مدينة الديوم الشيخ الصالح الخليفة عبدالوهاب عبدالله عبدالصمد بعد عمر مديد، وعامر وحافل بذكر الله سبحانه وتعالى، خليفة من خلفاء الطريقة الختمية وإسلامياً بنى أسرة إسلامية صعدت الروح إلى بارئها في الاسبوع الأخير من شهر رجب العظيم راضية مرضية وبإذن الله سبحانه وتعالى تدخل مع عباد الله الداخلين إلى أعلى الجنان.. كان حمامة مسجد طيفور، صادحاً بالحق ولو على نفسه، منافحاً عندما اشتد الصراع حول تجزئة المسجد في السبعينيات، أقعده المرض عن ساحات الدروس المسجدية. لقد كافح ونافح وجاهد في هذه الحياة لتربية أبنائه حتى أهلهم جميعاً، قطع شك على الحلال.. وفقد رفيقة دربه ومؤنسته زوجته الصالحة النعمة بنت حاج الحسن رحمها الله ثم لعب القدر وتجلى الإبتلاء عندما فقد ابنته الملازمة له (الروضة) رحمها الله وأحسن إليها، والرجل رغم صبره وأناته ورضاه بقدر الله سبحانه وتعالى ولكن كل هذا وضع في النفس حتى رحمهم الله جميعاً وأنعم عليهم بالجنة وأسكنهم أعلى رياضها. فقدت الديوم ركناً من شيوخها، ذلك الانبوسي الرقيق خيط الشلة، العفيف الطاهر الهادىء الصلب في الحق أكرمه الله بأمة شهدت مراسيم الوفاة، جمعت فأوعت اللهم أرحمه رحمة واسعة وأحشره في زمرة الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. ٭ الخلوق الباشمهندس عبدالجبار حسين يشكل الباشمهندس عبدالجبار حسين أمين النهضة الزراعية الحالي أحد ثلاثي الحق، جمعتني به الأمانة السياسية بولاية الخرطوم كمسؤول عن الأمانة السياسية بالولاية في المؤتمر الوطني، فالرجل مستمع جيد ومحلل سياسي ممتاز وبطبيعة أصل عمله كان معلوماتي درجة اولى، أخو أخوان ، قاد الأمانة السياسية بولاية الخرطوم متقدماً الصفوف مبادراً ومبادئي وحركي أهم مافيه يقدر الذين يعملون معه يؤقر الكبير والصغير، أعجبني فيه صدقه مع نفسه والآخرين، رجل علمي وعملي، وميداني طاف كل محليات الولاية، وخرج بإجتماعات الأمانة الى المحليات محدثاً الإلفة والحميمة بين المحليات وتعرف عن قرب عن المشاكل الحقيقية وعمل على حلها ميدانياً حسب ظروف واتساع كل محلية مما بعث الأمل في نهضة العمل السياسي في هذا الحزب الذي خرج به من الدواوين الى ساحات اللقاءات الجماهيرية. ويكفي أنه الأمين السياسي الذي أمد الأمناء السياسيين بالمحليات بالعربات من خارج موازنة الولاية مما أثار عليه أعداء النجاح الذين يحسبون أن لا تتم الصالحات بدونهم فتجارحوا منه بأن بعث وزير الزراعة بولاية الخرطوم سرعان ما انتشر وسط المزارعين يتحسس مشاكلهم وبدأ يجمع المزارعين عبر اتحاداتهم وقطاعاتهم من أجل وحدة الصف ودعم الانتاج لاحقوه أعداء النجاح فسماحة خلقه وحديثه واصراحه بالحق اخطفته النهضة الزراعية التي أصبح أمينها فكما قلت هو رجل سمحاً إذا باع واشترى فقدته الخرطوم ولكن استفاد منه السودان فهو غراس خير أين ما رميت به أصاب. وأين ما اختبرت الانقاذ لم يكن أمعاً أو تابعاً فهو ذلك المبادر المبدع الصابر المثابر يقف كالطود مصادماً في الحق لا يخشى لومة لائم، في الفترة التي عملنا معه في ولاية الخرطوم كان مصدر فخرنا وعزة قيادتنا يحب لغيره كما يحب لنفسه يحب إذا عمل عملاً أن يتقنه ويخاف الله أينما كان ويقدر جداً ويتواضع مع من يرأسهم، لقد جربته الانقاذ في مواقع كثيرة لا يحبه البعض بسبب قول الحق وحب هذه البلاد والعباد فهو الآن أميناً للنهضة الزراعية في السودان وفقه الله وسدد على طريق الحق دوماً خطاه وصدق شاعرنا وإمامنا الشافعي رضي الله عنه حين قال: ولست بهاب لمن يهابني ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا فان تدن مني تدن فيك مودتي وإن تناعني تلقى عنك نائيا كلانا غني عنه اخيه حياته ونحن إذا متنا أشد تغانيا وقال: إن لله عبادا قُطنا تركوا الدنيا وخافوا الفتنا نظروا فيها فلما علموا انها ليست لحي وطنا جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا التحية لهم جميعاً أحياءً وأمواتاً فهم أناس تشهد لهم شاهدة حق لم نسمعها بل رأيناه بام أعيننا التي يأكلها الدود في اللحود.. وآخر دعوانا إن الحمد الله رب العالمين