عرف الشعب السوداني بأصالته وكرمه وطيبة أهله في كل زمان ومكان، ولكن هنالك أشياء يتوقف عندها الكثيرون ممن يزورون السودان خصوصاً عادات السودانيين في رمضان.. فرمضان شهر البركة والخير والتكافل بين المسلمين... وقد درج السودانيون على تغيير الكثير من سلوكياتهم في رمضان وظهور بعض العادات الجميلة كعادة افطار الصائم سواء في الشوارع أو الافطار الذي يعده المواطنون والمنظمات والهيئات الخيرية على الشوارع العامة، وأيضاً أمام المنازل حتى يفطر سائقو العربات الذين لم يسعفهم الزمن للوصول إلى منازلهم.. ونجد أن هذه العادة على نطاق كل السودان، كما يوجد الكثير من العادات الجميلة عند الشباب في رمضان. ٭ سمات مميزة عبدالله الطاهر: قال إن هناك الكثير من العادات الجميلة والحميدة التي عرف بها السودانيون في شهر رمضان، منها الافطار الجماعي في الشارع العام وأمام المنازل، وايضاً تبادل طعام رمضان مع الجيران، وأن هنالك الكثير من السمات المميزة عند السودانيين مثل افطار الصائم، فجميع المؤسسات والمنظمات الخيرية تعمل على افطار الطلاب في الداخليات والمستشفيات والخلاوي والمساجد وايضاً افطار الصائم في الشارع العام وعلى الشوارع الرئيسية، وأكد أن السودانيين في رمضان يهتمون بالصدقات وبالصلاة في المسجد وختم القرآن والحرص على صلاة التراويح وإقامة الليل ويكثرون من التعبد في العشر الأواخر من رمضان.. ورمضان شهر محبب عند السودانيين يتلهفون لمجيئه ويعدون له كل مستلزماته مثل(حلومر) و (رقاق) وغيرهما من الأشياء التي لها طعم خاص في رمضان عند الشعب السوداني. ٭ شهر مبارك: إيمان عبدالروؤف: ذكرت أن في حياة الانسان الكثير من الأخطاء والهفوات وإن كانت أشياء صغيرة، فأبسط شيء هو تقطيع الصلاة ففي كثير من الأحيان ننشغل ببعض الأمور ونفوت فرضاً من فروض الصلاة وايضاً ربما يمر وقت طويل حتى نجلس ونتلوا بعض القرآن، هذا غير الصدقات ومواصلة الأرحام وغيرها من سنن الإسلام السمحاء، ولكن عندما يأتي شهر رمضان نقف مع أنفسنا ونحاسبها ونحاول أن نصلح ما فسد منها وما ضاع منا ونحن نجري في هذه الحياة، فرمضان شهر التوبة والغفران. ٭ عادات جميلة: واعتبرت بثينة أحمد أن الشهر له مكانة خاصة عند المسلمين وهم سعداء جداً به وفي السودان تغمر الفرحة كل الناس بقدوم شهر رمضان وأوضحت أن للسودانيين عادات جميلة جداً في شهر رمضان ، حيث يتبادل الجيران ما صنعوا من طعام وشراب للافطار مع بعضهم البعض، هذا غير أن السودانيين عرفوا بالافطار الجماعي في الشوارع، حيث اعتاد اهالي الحي والحارات على الافطار مع بعضهم البعض وافطار كل من في الشارع ولم يدرك الافطار في منزله ونجد أن عادات السودانيين لا تقتصر على ذلك فقط بل أن هنالك الكثير من الناس الذين درجوا على افطار الصائم الذي يكون في الشارع ونجد أن هؤلاء الناس يخرجون بصوانيهم وعصائرهم على الطريق العام وينزلون كل من أدركه الافطار وهو سائق عربته وفي الطريق حتى يحظوا بأجر افطار الصائم ،وهذه العادة موجودة في كل بقاع السودان خصوصاً في القرى حيث تصطف الصواني على طول الشارع. ٭ دعوة للافطار: أحمد زاكي الدين: ذكر أن هنالك عادات جميلة جداً في رمضان عند السودانيين خصوصاً في الأرياف وأهم هذه العادات هي افطار الصائم في الشوارع وتلاوة القرآن في البيوت والخلاوي والمساجد، وهنالك عادة في القرى وهي ربط العمة من الأطراف وشدها وسط الشارع، حيث يمسك اثنان طرفا العمة لوقف العربات للافطار لأن بعض السائقين لا يستجيبون للدعوة للافطار في الشوارع وعندما يرون العمة مشدودة أمامهم من الاهالي في نصف الشارع ينزلون احتراماً لهذه العادات والتقاليد في الدعوة لافطار الصائم، فالكرم في رمضان عادة وصفة عند الشعب السوداني دون باقي الأمم. ٭ شهر عبادة أما علي فاروق: فقد أوضح أن رمضان شهر كريم نحبه ونجله ونفرح لقدومه وقال إن هناك الكثير من الأشياء التي تتغير في حياتنا في رمضان من عادات وسلوكيات، أولها ترك السجائر والتمباك عند جميع الشباب الذين يتعاطونها ثم الإلتزام في كل ما نقول ونقول ونحن في شهر كريم يجب علينا أن نحترمه ونحرص على أن نصوم بإخلاص، وأكد أن هناك الكثير من الشباب يقضون الشهر في عبادة تامة، حيث يصلون الفرائض بانتظام ويكثرون في الصلاة وتلاوة القرآن سواء بالنهار أو الليل، ويواظبون على الندوات الدينية وكل البرامج الدينية التي تقام في المساجد وغيرها من الأماكن، ولكن هنالك فئة قليلة تجعل من رمضان شهراً للنوم ومشاهدة التلفاز طوال الوقت، والسهر في الليل حتى الصباح في النوادي والملاهي وغيرها... ويخرجون من رمضان صفر اليدين دون التزود بأي عمل خير او عبادة تنفعهم في آخرتهم. فشهر رمضان ليس الإمتناع عن الأكل والشرب وإنما شهر التزود بالتقوى والصبر وقوة الإيمان، وشهر عبادة ويجب أن نستثمره في إصلاح نفوسنا ومحاسبة أنفسنا والتزود ليوم الآخرة. ٭ صفات حميدة الأستاذة: نوال عبداللطيف: باحثة إجتماعية: قالت إن الشعب السوداني شعب كريم وخلوق ومعروف بصفات كثيرة كان يفتخر بها العرب منذ قديم الزمان، لذا عندما نرى الكرم اللا محدود في رمضان لا نستغرب وبما أن رمضان شهر محبة وتقوى وخير، لذا تظهر كل الصفات الحميدة عند السودانيين، فنجد الإهتمام بافطار الصائم في أي مكان وزمان والتسابق لنيل أجر افطار الصائم وايضاً صلة الأرحام والإهتمام بالصلوات والتعبد والذكر وإكثار الصدقات. وهذه العادات الحميدة نجدها على كل نطاق الشعب السوداني، فعاداتنا في رمضان تدل على التكافل والحب والخير وسلوك المواطن المسلم عموماً في رمضان مشرف ويدل على تقوى الله واحترام هذا الشهر العظيم، والإهتمام بكسب الحسنات ورضاء الله في هذا الشهر لأنه قال تعالى (إن رمضان لي وأنا أجزي به) صدق الله العظيم. ٭ من المحررة يحس المؤمن بروحانية عالية في شهر رمضان المعظم فتدفعه إلى إخراج كل ما كان مدفوناً بداخله ومنسياً فيما فات من بقية أشهر السنة ، والسودانيون هم أهل كرم ومحبة لله ورسوله وقلوبهم مليئة بالتقوى.