فى سلسلة ماضية واصلنا الكتابة عن مانراه سلبيات فى ولاية الخرطوم وللحق والتاريخ نقول ان صدر الولاية والوالى اتسع لنا باكثر مما كنا نظن ونقدر ولعل الرجل استفاد من مكابدة العمل العام فاورثه ذلك قوة لتحمل النقد ولن نلومه اذا ضاق به صدره يوما فتلك طبيعة بشرية حتى عند كبارنا ولكن اثارها الجانبية وردود الافعال لديهم تكون اكثر هدوءا وتتصف بالعقلانية وهو ما لمسناه فى الايام الفائتة. نعود اليوم للحديث عن ولاية الخرطوم عبر مشاهدات حية امتدت الى منتصف الليل فى عدة انحاء من العاصمة المثلثة اكدت بما لايدع مجالا للشك ان الولاية ( شايفه شغلها ) متى ماكان ذلك بمقدورها وفى امكانها ، وحتى لايقال اننا بصدد التعامل مع بعض الواح الثلج نقول للناس هل لاحظتم حال المواصلات فى النصف الثانى من رمضان ؟ لقد دخلت بصات الوالى بقوة فى الخط واصبحت مصدر رحمة للعباد فما ان تتطل تلك البصات بطلعتها المهيبة حتى تنفرج اسارير الركاب الذين تلاعبت بهم الوسائط الاخرى واخذت تفرض عليهم الاسعار التى تناسبها فيما يعمل بص الوالى حتى بعد منتصق الليل وبنفس الاسعار اضافة على قدرته الاستيعابية التى طمأنت المواطنين با نهم لن يبيتوا فى الشارع مهما تأخروا فى الاسواق لان التسوق فى هذا الشهر يطيب فى الساعات المتأخرة. الامر الثانى والاكثر اهمية هو هذا الانتشار الشرطى الكبير الذى اشاع الطمأنينة وسط الناس وارى النشالين العين الحمراء فخف نشاطهم الى ادنى درجة ممكنة وهنا لابد ان نسجل اشادة ضخمة بالولاية لان جهودها فى المجال الامنى جعلت الخرطوم فى طليعة العواصم الاكثر امنا على مستوى العالم وماكان ذلك ليتحقق فى مثل ظروف بلادنا لولا جهود جبارة يسبقها اخلاص فى العمل يسبقه توفيق من الله سبحانه وتعالى وهو امن لايقتصر على الاسواق وحدها بل امتد لينبسط على كل انحاء الولاية واطرافها الممتدة والمتناثرة عبر تنسق محكم واشراف ومتابعة مباشرة وهو جهد لاشك تجوز الثناء فيه الى جانب الولاية الاجهزة الامنية المختلفة فهنيئاً للاعين التى باتت تحرس اموالنا واعراضنا وترعى حرماتنا وتشيع الامن فى اوساطنا ولعمرى فان نعمة الامن هى من اكبر النعم وهى فى مقام الصحة والعافية التى قد لانحس بها ونحمد الله عليها ولا نتفقدها الا بعد ان نفقدها. لقد كانت الخرطوم عرضة للانفلات الامنى عدة مرات بسبب عصابات النقرز سيئة الذكر والاعمال وكان لها تواجد قذر خاصة فى مثل هذه الملمات الاحتفائية ولكنها الان لم تعد تشكل خطرا او هاجسا ولعل ابرز دليل على انبساط الامن ان الامهات اصبحن فى معية اطفالهن لايأبهن اذا تأخرن فى الاسواق فالامن متوفر والمواصلات اكثر وفرة ونسأل الله أن يوفق القائمين على ماذكرنا وان يجزيهم خير الجزاء.