كان يمكن لهذا الشاب الوسيم أن يكون أكثر تاثيراً وفائدةً على مجتمع الشباب لو وضع أفكاره هذه بحذافيرها على أرض الواقع ونفذها دون الخلط بين متطلبات الدنيا وإبتغاء الأخرة. المشكلة الحقيقية التي تواجه السيد الأمين أنه في بعض الأحيان تختلط عليه الأوراق في أمور كان لزاماً عليه أن يترّفع عنها من منطلق صوفيته ومشيخته التي يدعيها ومنهجه الدعوي الذي يعمل به، حيث وضع نفسه في كثير من الأحيان في دائرة الشكوك ولم ينظر للأمر بمنظار الحكمة والورع الصوفي الذي يتميز به غالبية الشيوخ بطرقهم المختلفة. شيخ الأمين ليس كمن سواه في كل أشيائه سواء أكان في طريقة دعوته أو حتى في خصوماته ونجده ليس متطوراً فقط في مجال الدعوة ولكن تطوره هذا حتى في طريقة إدارة خصوماته التي نفاها ورفع يده عنها تماماً لتعنون إلى حيرانه الشباب الذين يتصرفون من تلقاء أنفسهم أحياناً من منطلق حُبهم الأعمى لشيخهم الذي لا يرضون فيه الكلمة. فلسفته في الدعوة تقوم على الترغيب في حُب الدين بالطرق الحديثه وعبر التكنلوجيا المتقدمة من إنترنيت وعبر شبكات التواصل المعروفة من أمثال: الفيس بوك والتويتر وحتى الواتساب الذي ظهر حديثاً يمثل أحد إهتمامات الأمين ويرى أنه من الممكن استغلاله لمصلحة الدعوة المنشودة. السيد الأمين متحدث لبق، ومحاور جيد، وسريع البديهة، يجيد الرد بسرعة الصاروخ ومتكمن في الإقناع ولكنه انطباعي للحد البعيد يخاف من الحديث في السياسة، ولا علاقة له بالذي يجري بالبلاد من أمور سياسية ولا يعطيها أدني إهتمام. يقول أنه لا يمارس أي عمل تجاري داخل السودان وأنه فقط متفرغ للدعوة وهذه أحد أسباب مصائبه التي تأتيه. الحاجة جمال الأمين الحاج (حبوبتي) دائماً ما تقول :(قاعدين في بيتنا والمصائب تتحلحل علينا)والمعنى هنا واضح ولا أظنه يحتاج لكثير شرح ولكن إيجازاً يمكننا أن نقول أن الذي يجلس في بيته كثيراً دائماً ما يكون واجهة لمصائب تأتيه من كل صوب ،لأن الفراغ يكون هو سيد الموقف والجالس في البيت يكون عُرضة للقيل والقال ويُدخل نفسه في هذا النفق الضيق ليستحيل عليه بعدها الخروج منه وإذا خرج منه يخرج بثمن غالي يدفع كلفته الآن شيخ الأمين. وذلك لأن النهج الذي إنتهجه في الدعوة يعتبر مخالف لنهج المشايخ جملة وتفصيلاً .. لأنه ليس بذاك الشيخ الذي يجلس علي الدائمة على الأرض (متفرجخاً) على الرمل وزاهداً في هذه الدنيا ومتقشفاً أغبشاً دروشته الحلقات الصوفية في مدح النبي عليه الصلاة والسلام، ولكنه على العكس من ذلك تماماً وتجده متهندماً في اللبس ينتعل أجمل الأحذية ويتعطر بأرقي العطورالباريسية ويركب أفخم السيارات وأحدثها وليس (بوكسي) شيخنا البرعي عليه الرحمة والمغفرة. لذلك كان لزاماً على شيخ الأمين أن يعمل وأن لا يعتمد على أعماله التي خارج السودان وأن يغرس في نفوس مريديه الشباب حُب العمل وفي نفس الوقت يكون فعلاً قد طوّر فكرة الدعوة وأخرجها من ثوب التقليدية الذي إستهدفه في كثير من طريقته الدعوية، وأن يدرك أن الجيل الحالي من الطبقات البرجوازية التي يستهدفها (بنات و بنين) لا يحبون الشخص الذي لا يعمل ويكنون كل التقدير والاحترام للذي لا وقت له للمرح و اللهو. وبعد كل هذا الإنطباع الذي خرجت به عن شخصية شيخ الأمين أجده شخصية فعلاً تستحق الدراسة ويحتاج الى تحليل عميق لانه إنسان غير عادي في دعوته وغير عادي في خصوماته لأن حتى الخصومات ومشاكل حيرانه مع بعضهم البعض تتسم بالإثارة والتشويق على طريقة أفلام(الأكشن) متمثلة في سيارات أخر موديلات ومطاردات وتفحيط. وأخيراً وليس أخراً نتمني عاجل الشفاء للأخ العوض الجعلي و الأخ مأمون المهدي مما أصابهم من أذي من قبل أشخاص كان أن يفترض أن يكون ديدنهم الدعوة للخُلق القويم والإبتعاد عن الأذى.