في الخطاب التاريخي الذي أرسله الراحل الشريف حسين الهندي إلى الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري رئيس الحزب الوطني الاتحادي عام 5691 والذي طلب فيه الإنضمام إلى الحزب قال فيه مخاطباً الزعيم الأزهري (الزعامة الدينية رسالتها روحية بحتة تهدف إلى إصلاح النفس وتقويم الخلق ورسم الطريق إلى الله أما الزعامة السياسية فرسالتها تنظيم حياة المواطن اليومية من عمل، وتعليم، وأمن ورخاء، ورسم سياسية داخلية وخارجية تؤمن الشعب وتنظم علاقاته، مع سائر الشعوب، أما الزعامة الدينية إذا انغسمت في السياسة اليومية من عزل زيد، وتوليه عمرو ومباركة، هذا الحزب ومحاربة الحزب الآخر إذا فعلت شيئاً من ذلك فإنها تفقد احترامها وتهدر كرامتها، بل أنها تثيرها فتنة لايرضاها الله ولاعباده وإنها تتحول إلى حركة مخربة هدامة وإلى حركة مصلحية بحتة وتهدف إلى إرضاء مصالحها الخاصة وشهواتها الذاتية).. هذه شهادة سياسية تاريخية سطرها المناضل الشريف حسين في خطابة للزعيم الأزهري، فبالله عليكم أوليس ما ذكره الهندي في خطابه هو عين الحقيقة، والحقيقة سيدة التاريخ وكلمة الحق هذه سيدة الموقف السياسي، ثم الذي قاله الشريف الهندي ينطبق تماماً على قيادة الحزب الاتحادي الآن هذه القيادة التي جرّت الحزب الاتحادي إلى العديد من الكوارث السياسية أوليست المشاركة المزعومة في السلطة هي قمة الكوارث السياسية التي بسببها تمزقت أوصال الحزب حتى أصبح الحزب (حقيبة) سياسية يمتلكها (مولانا) لوحده حاملاً معه الحقيبة وبداخلها الحزب الاتحادي الديمقراطي يجوب بها دول العالم والدول العربية ذهاباً وإياباً ولا أحد من قادة الحزب يعترضه أو يرفض له قراراً، بل كل قيادات الحزب تنصاع لأوامره وتنخدع لرغبته ولا صوت يعلو فوق صوت سيادته، فهو الآمر والناهي فأين هي الديمقراطية التي يدعي البعض أن قيادة الحزب الاتحادي تمارسها داخل الحزب؟ فالحزب أصبح جزء لايتجزأ من المؤتمر الوطني الحاكم، والشيء الغريب في الأمر تخرج مجموعة من داخل الحزب وتعلن أنها ضد المشاركة وترفضها رفضاً باتاً وتصدر ميثاقاً بذلك وفوق كل ذلك تقول هذه المجموعة أنها ستظل تحت قيادة الميرغني هذا أمر عجيب وعبث سياسي يمارسه البعض داخل الحزب لمصالحهم الشخصية، فمنهم من يود كسب ود مولانا والتقرب إليه، وفي نفس الوقت يدعون أنهم ضد المشاركة ويرفضونها، فكيف يحدث هذا وهم يبصمون بالعشرة بأنهم مع مولانا، لكنهم يرفضون المشاركة، فالذي يرفض المشاركة بحق وحقيقة يجب أن يكون متمترساً بخندق الرفض الحقيقي الذي يرفض المشاركة ويرفض كل قرارات قيادة الحزب التي تدعو للمشاركة ، بل ويطالب بعزل كل قيادة الحزب وانتخاب رئيساً جديداً للحزب بعيداً عن الطائفية، لأنه منذ وفاة الشريف حسين الهندي الذي كان الرئيس الحقيقي للحزب الإتحادي بعد وفاة الرئيس إسماعيل الأزهري رئيس الحزب منذ وفاتهما لم يتم انتخاب رئيساً للحزب والميرغني لم يتم انتخابه رئيساً للحزب إنما بحكم وضع اليد فرض نفسه على الجماهير رئيساً للحزب، وهو رئيساً غير منتخب فإن كانت هناك قيادة اتحادية أصلية داخل الحزب الأتحادي لعزلته عن القيادة لكن القيادة الموجودة حالياً هي قيادة طائفية تدور في فلك الطائفية في فلك المصالح الشخصية، ويؤسفني حقاً أن الطبقة المثقفة داخل الحزب كذلك تدور في فلك الطائفية العمياء إذ أن المصالح الشخصية طغت على كل شيء ، ضربوا بمبادئ الزعيم الأزهري عرض الحائط وساروا على درب الطائفية التي تسببت في تمزيق الحزب الاتحادي ومقولة أن الحزب الاتحادي توحد عام 7691م مقولة باطلة وأسطوانة مشروخة ظلت قيادة الحزب تدير هذه الأسطوانة كلما سألوا هذه القيادة الطائفية عن توحيد الحزب تدير لهم القيادة هذه الأسطوانة الصدئة حتى ملت الجماهير سماع هذه الأسطوانة على شباب الحزب الاتحادي الديمقراطي أن يقود تيار التجديد والتغيير لإخراج الحزب الاتحادي من بؤرة الطائفية، فلا ينبغي إطلاقاً أن يصل تبجيل العظمة إلى حد تأليه صاحبها وتوقيرها ذلك أن أعظم الناس وأندرهم وأكملهم يظل بشراً مثلنا ومن طينتنا ومن جنسنا، فحينما تلبس الألفاظ أثواباً فضفاضة ويستخدم الناس البهرجة اللفظية يصبح حديثهم عار عن الحقيقة وخال من رنة الصدق، فكفى مهازل سياسية، فالذي حدث ويحدث الآن داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة الميرغني هو مهزلة سياسية وعبث سياسي يصب لمصلحة المؤتمر الوطني، فالذين يجتمعون وينفضون من أجل رفض المشاركة لن تجدي اجتماعاتهم بشيء، فبدلاً من أن يصدروا البيانات والمواثيق التي لا تسمن ولا تغني من جوع كان عليهم مواجهة قيادة الحزب ويطالبوا هذه القيادة بالتنحي عن رئاسة الحزب وإفساح المجال لإجراء أنتخابات حرة لانتخاب رئيساً جديداً للحزب بدلاً من هذه القيادة الحالية المترهلة التي شاخت وتاهت وسط الأيدولوجية الشمولية وما عاد هناك صوتاً يجلجل داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي مثلما كان في الماضي الذهبي في عهد الزعيم الخالد إسماعيل الأزهري، حينما كان الزعيم أحمد حسين الرفاعي سكرتير الزعيم الأزهري كان صوته يجلجل بالوطنية ويهتف بمبادئ الزعيم الأزهري ما عاد هناك صوتاً داوياً داخل الحزب يقول للميرغني كفى وعليك أن ترحل عن قيادة الحزب ما عاد هناك صوتاً قوياً يطالبه بالتنحي والرحيل إنما هناك جعجعة بلا طحين واجتماعات لأدعياء الرفض للمشاركة يجتمعون وينفضون بلا قرارات حاسمة كحسم السيف نصفهم متعاطفون مع قيادة الحزب والنصف الآخر مناوئون لقيادة الحزب، فكيف يستقيم ذلك عقلاً والعقول مختلفة ومتنافرة أفيقوا يا أصحاب التيارات الاتحادية، فقيادة الحزب باعتكم للمؤتمر الوطني بأبخس الأثمان.