نصَّبت قوات نائب رئيس جنوب السودان السابق د. رياك مشار والياً على ولاية الوحدة التي يأتي منها أغلب إنتاج الجنوب من النفط، في وقت قال قيادي بالحركة الشعبية إن مشار يسيطر الآن على ولايتي الوحدة وجونقلي. وقالت مصادر جنوبية لشبكة «الشروق» إن قوات مشار استولت على ولاية الوحدة، ونصَّبت اللواء كوني شول حاكماً مكلفاً على الولاية. وأكدت ذات المصادر، أن الحاكم الجديد وجَّه كلمة للمواطنين عبر الإذاعة المحلية في حاضرة الولاية بانتيو، دعاهم فيها للحفاظ على أمن المواطنين واحترم الإثنيات. وانشقت مجموعة من أبناء قبيلة النوير بالجيش الشعبي بولاية الوحدة، وأعلنت تمردها على الرئيس سلفا كير مياردت بعد سماع خطاب الحاكم، وانضمت إلى النزاع الذي ينجرف بشكل سريع نحو حرب إثنية. من جانبه قال القيادي في الحركة الشعبية د. لوكا بيونق، عبر الهاتف، لشبكة «الشروق» إن مشار يهيمن الآن على ولاية جونقلي وهو موجود هناك الآن. واعتبر بيونق هيمنة مشار على جونقلي تمثِّل مكسباً عسكرياً كبيراً، ويؤكد أنه غنم معدات عسكرية ضخمة كانت أرسلتها الحكومة إلى هناك من أجل القضاء على تمرد ياو ياو. وقال إن تركيز مشار من أجل الهيمنة على مناطق النفط بولايتي أعالي النيل والوحدة، سيشل انسياب البترول، وسينعكس ذلك سلبياً على الخرطوموجوبا. إلى ذلك أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن أصابة أربعة جنود أميركيين عندما تعرضت طائرتهم إلى إطلاق نار، أمس السبت، في منطقة (بور) في جنوب السودان التي تسيطر عليها قوات نائب الرئيس السابق ريك مشار. وأوضح المتحدث الأميركي بأن الطائرة أصيبت بالرصاص لدى اقترابها من المدرج، ولفت إلى أن الطائرة تحولت إلى مطار آخر خارج البلاد وأُلغيت مهمتها. وكانت الطائرة ستجلي أميركيين من بور عاصمة ولاية جونقلي في جنوب السودان التي سيطر عليها رجال مشار. وفي ذات الصعيد، نفى وزير الإعلام بحكومة جنوب السودان، مايكل مكوي، صحة أنباء أوردتها وكالة غربية حول قصف طيران أوغندي لمدينة بور .وقال وزير الإعلام، إن «هذه الأخبار غير صحيحة،» مضيفًا أنه «كثيراً ما تتعمد وسائل الأنباء العالمية نشر معلومات مضللة عن جنوب السودان». وأشار، إلى أن القوات الأوغندية الوحيدة المتواجدة في أراضي جنوب السودان، هي قوة تابعة لقوات أفريكوم (قوات مشتركة من جنوب السودان، وأوغندا، وكينيا على الحدود بين هذه الدول لحماية أمنها). إلى ذلك، أكدت حكومة جنوب السودان أنها على استعداد للحوار مع مشار «بدون شروط» مسبقة من أجل وقف أعمال العنف التي تضرب البلاد.وقالت الحكومة في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) «نحن على استعداد للحوار مع جميع المتمردين، ومنهم مشار، بدون شروط». الى ذلك أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن موفداً أمريكياً خاصاً توجَّه إلى جنوب السودان، للتشجيع على الحوار بين الفصائل المتخاصمة. وقال كيري إنه قرر إرسال موفده الخاص إلى السودان وجنوب السودان السفير دونالد بوث. وأضاف «حان الوقت كي يسيطر قادة جنوب السودان على الفصائل المسلحة التي تخضع لهم، وأن يكفوا فوراً عن الهجمات على المدنيين». وطالب كيري بوضع حد لموجة العنف بين المجموعات الإثنية والسياسية المختلفة في جنوب السودان. وأوضح وزير الخارجية الأمريكي، أن هذا القرار اتخذ بعد اتصال هاتفي الخميس مع رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت. وأضاف «ليلة الخميس اتصلت بالرئيس كير وطلبت منه كرئيس لكل السودانيين الجنوبيين، أن يحمي مواطني جنوب السودان، وأن يعمل على المصالحة».وقال كيري أيضاً «بحثنا القرارات الصعبة التي أدت إلى هذا الظرف، عندما شكَّل الناس صفوفاً للاستفتاء الذي ولد بموجبه جنوب السودان، وهم يعلمون جيداً أن القرارات الأصعب لم تأتِ بعد. حان الوقت كي يتخذ قادته هذه القرارات عبر الحوار». وكانت الولاياتالمتحدة قد قامت خلال الأيام القليلة الماضية بإجلاء العديد من رعاياها ورعايا دول أجنبية من جنوب السودان، إثر اندلاع الاشتباكات فيها، والتي أودت بحياة ما لا يقل عن 500 شخص، بمن فيهم ثلاثة من أفراد القوات الدولية في قاعدة تابعة للأمم المتحدة قرب جوبا.