في أثناء رحلة الصندوق القومي لرعاية الطلاب إلى مدينة الأبيض في خواتيم العام الماضي لاختتام مهرجان الإبداع الطلابي في دورته التاسعة وفي البص الذي يحمل إدارات الصندوق التقيت الطالبة بجامعة السودان كلية المختبرات الطبية وتخصص معامل كيمياء (مروة التوم) والتي عرفناها من خلال الدورات السابقة للمسابقة مبدعة من الدرجة الأولى في التقديم الإذاعي والإنشاد والغناء وشعر الدوبيت وهي من الناشطات في مجال المناشط الطلابية بولاية الخرطوم، وسألتها من أين لها بكل هذا الكم الهائل من المواهب وهي طالبة مميّزة أكاديمياً فقالت: أنا من منطقة شرق النيل قرية سوبا شرق وهذا مربط الفرس، لأن البيئة بيئة تصوف أولاً ومرتعاً للفنون وقد خرج منها الجاغريو وأحمد المصطفى وسيد خليفة وخلف الله حمد والقائمة تطول بالأسماء اللامعة فكوني أكون مبدعة حسب رؤيتكم فللبيئة والمنطقة أثر، لكن الدور الأكبر للأسرة والبيت الكبير، فأنا ربتني حبوبة (أم الفقراء) وهي شاعرة ومتصوفة ورضعت منها ما تسمونه أنتم إبداع، والوالد توأم لذا يسمونه التوم في المنطقة وقد علمني ورباني على الفضيلة والوالدة انتصار لها الفضل في التشجيع والأخوان والأخوات كلهم مبدعون خاصة الأصغر «الكوقلي» من الفائزين بجوائز الإبداع التي سوف تقدم بالأبيض في الرسم والتشكيل.. إذن تتعدد المواهب والفن واحد. .*................................. منذ الصغر نشأت في بيئة جيدة اجتماعياً وكنا مربوطون بالأنشطة في المنطقة لذلك كنت شريكة للوالد في عمله مثل بقية الأطفال في المنطقة، ذهبت معه الزراعة سرحت بالبهائم وصررت بالبعر والخلال وحلبت اللبن، ثم عملت معه في الزراعة حفرت وسلكت وسقيت ونجمت وحصدت الزرع حتى نضج وذهب إلى السوق، وأعتز بذلك كثيراً وقد كان ذلك من دوافعي للتميّز، ثم إني في البيت كنت قريبة من أم الفقراء والوالدة كوجنت العجين وخمرته وفي الصاج عست ولايقت الملاح وهذا دور لا أنساه للحبوبة أم الفقراء والوالدة انتصار وسأفتخرُ بذلك. *....................... أما فيما يتعلق بالنشاطات الفنية فقد كنت في مرحلة الأساس بسوبا نشطة في الجمعيات والطابور الصباحي وفي المرحلة الثانوية بمدرسة حلة كوكو الأنموذجية شاركت في الدورة المدرسية وكنت واثقة من نفسي رغم أن الأسرة كانت تهتم بالدراسة الأكاديمية، لكنني سرت في الخطين بمستوى واحد ووعدت الأسرة بأن أتميز أكاديمياً والوالد كان يريد دراسة الطب والقدر أدخلني في إحدى بواباته وهي كلية المختبرات بجامعة السودان وتخصصت معامل كيمياء وما زلت طالبة فيها وهي كلية مميزة وجامعة السودان الأكثر تميزاً في الاهتمام بالطالب ومستواه ما بعد التخرج ولا يمكن أن يتخرج طالب من جامعة السودان ومستواه لا يؤهله لأداء وظيفته بالصورة المطلوبة والجامعة تهتم بسمعتها وباسمها في سوق العمل بالداخل والخارج. *..................................... الصندوق القومي لرعاية الطلاب لا يمكن أن أوفيه حقه في الرعاية المتكامكلة في السكن ومكوناته ومطلوباته وحقيقة الصندوق بقيادة البروفيسور محمد عبد الله النقرابي سبب التميّز والنجاح لأن الطالب بدون استقرار لا يمكن أن يبرز مقدراته ومكوناته والصندوق وفرّ الراحة والاستقرار والأنشطة والكفالة والرعاية الصحية، لذلك الصندوق سبب تميزي في الإعلام والفنون وسبب تفوقي الأكاديمي مع جامعة السودان التي أكن لها قدراً وافراً من الود خاصة الكلية التي أدرس بها وكل الأساتذة الذين وضعوا بصمة في حياتي الأكاديمية. *...................................... بعد التخرج سأواصل الدراسة في المجال العلمي حتى الدراسات العليا ماجستير ودكتوراة، لكن وظيفياً سأتجه إلى الأجهزة الإعلامية حتى أحجز مقعدي بين المذيعات وأنا واثقة من مقدراتي، وسأطور موهبتي في كتابة الشعر وسأسعى إلى طباعة ديواني الأول وهو جاهز أغلبه في الشعر الشعبي وشعر الدوبيت.