كانت طابت الشيخ عبد المحمود غابة في الزمن الغائر نزل فيها الشيخ الأستاذ عبد المحمود نور الدئم وفتح فيها خلوة للقرآن ونزل بعده الشيخ عبد المحمود الحفيان وانزل فيها الكثير من العلماء وحفظة القرآن ومن بعده الشيخ عبد المحمود الحفيان ومنها إلى الشيخ الجيلي عبد المحمود الحفيان وتخرج فيها في علوم القرآن الكثير من الحفظة وأكثر من مئة وخمسين من حفظة القرآن سنويا وعمر فيها المساجد والخلاوي وتجديد تقابة القرآن والمستشفى وكثير من خلاوي القران في السودان عموما ونزحت الدبايب من الغابة التي نزل فيها أول مرة وطابت مثل اسمها بإنسانها الطيب المشبع بكل معاني الجمال الروحي والكرم الفياض لأنهم نهلوا العلم من مشايخ أجلاء كرام أبناء كرام وفي طابت أرقى المساجد بالطراز المدني وفي المسجد عدة طوابق وأهل الطرق الصوفية عند افتتاح توسعة المسجد حضورا من كل فج عميق لمشاهدة الحدث الكبير الذي قام به الشيخ الجيلي الشيخ عبد المحمود الحفيان وهو شيخ الطرق الصوفية في عامة السودان إنهم رجال دين وعلم لقد حققوا أجمل أمنيات كانت تعد حلما يراود كل أهل الطرق الصوفية إن الصوفية قدموا لأهل السودان أسمى معاني الحب لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذي يستحق كل هذا الحب لأنه حبيب الله في المقام الأول وحبيب من يحب رسول الله، إن الحديث عن طابت حديث كثير لأنها شمعة أضاءت نور القرآن في تلك البقعة الطاهرة من بقاع السودان الذي يرتاده الطلاب من جميع مناطق السودان لأنه البلسم الشافي لإنارة القلوب لكي تشع بمكارم الأخلاق والقيم الفاضلة التي دعا لها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام وقد قال رسول الله من بنى مسجدا بنى له الله قصرا في الآخرة .. إنهم أهل الله لا يريدون في هذه الدنيا إلا قيام صروح لعبادة الخالق هكذا يظل من يحبون الله والرسول يحبهم إنهم أهل الله ويا أهل طابت طبتم وطابت طيبتكم العامرة بذكر الله الذي جمع أهل السودان بمختلف سحناتهم ومن دول الجوار أتوا ليعلموا العلم والعلوم القرآنية في تلك البقعة المباركة من أرض السودان الذي دوما ترحب بطالبي العلم التحية لكم يأهل طابت وللشيخ الجليل والعارف بالله الشيخ الجيلي عبد المحمود الحفيان شيخ السمانية الذي نهل من علوم السمانية حفيد الصالحين وهم أعلام تضيء طريق الخير والرشاد والإنسانية.