استرعى انتباهي أسلوب الغيبة.. ولفت نظري نهج المتاجرة الرخيصة، شراء بآيات الله ثمناً بخساً قليلاً. ٭٭٭ فالغيبة أن يكتب سبدرات عن صحيفة موؤدة في زمن ادعاء الإنقاذ والتبشير بالحريات. ومهما كانت أسباب إيقاف «الصيحة»، فإن الله تعالى سمح ل«إبليس» بالكلام دونما حجر أو حتى وصاية، لدرجة نقل السماء ل«تصريحات» ملتهبة للملعون إبليس في تحدٍ سافر وسافل للذات الإلهية «قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ». فلم تحظر السماء نشاطه.. ولم تعتقله.. ولم تخسف به الأرض.. بل ردت عليه بأدب بليغ «إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ». بل وفر له الخالق، سبحانه وتعالى، مناخاً مطلقاً للحرية «قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ».. ٭٭٭ ولكن ماذا نفعل مع «شياطين الإنس» مناصري الاستبداد وحلفاء القهر ودعاة الشمولية وسدنة السلطان..؟!. ٭٭٭ ومع أن الحرية هي البطارية.. ولكن الأستاذ سبدرات يهلل ويفرح، و«يحرص» على تكميم الأفواه، من شاكلة «هناك مؤامرة على الإنقاذ»..!. وقديماً كانت عبارات الرجل المناهضة للحرية والوفاق «بعد ما لبنت ما ممكن نديها الطير». حتى طار الرجل بسبب ملفات «مستورة» حتي الآن ما بين «ود الجبل» والكاردينال..!. فلماذا تم إعفاء عبدالباسط سبدرات..؟!. ٭٭٭ الرجل تاجر سياسة وتاجر محاماة.. دخل الوزارة والقصر ب«مقايضة» سوق البيان «وتأجير اللسان».. وخرج من السياسة، ليقتات ترافعاً عن شركات كبيرة متهمة بالفساد..!. ٭٭٭ وفي لحظة تجلي«سياسي وتجاري»،شاء الرجل أن«يشِّرع» للدولة بنصيحة لم تكترث لها الرئاسة، حينما دق الطار، وأراد تخويف النظام بأن ما يحدث للأقطان هو مؤامرة ضد الإنقاذ..!. إن من الطبيعي أن تنعق خفافيش الظلام، خوفاً من الضوء الساطع الأبلج، وصمماً للأذان وتبكماً وتوهماً«يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ».. ٭٭٭ الذي أطاح بفرعون مصر «حسني مبارك» هم الساسة وخالطو التجارة بالسياسة.. ذلك لأن السماء دائماً ما تنحاز للغلابى، وتنصر المستضعفين، مهما علا شأن فرعون.. قال تعالى مخاطباً المستبدين في شخص فرعون:« فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ ءَايَاتِنَا لَغَافِلُونَ». ٭٭٭ الأستاذ سبدرات انتهى زمن ضيزة الأجور وحرق البخور وقرع الطبول..!. ٭٭٭ قف.. ثم قف.. ثم قف ، تأمل..!.