هكذا حينما تذكر طيبة الذكر الإدارة الأهلية والحكم العشائري في السودان كان من ضمن تلك الشخصيات البارزة في كتاب التأريخ أن يظهر أمامك اسم المك عدلان مك قبائل الفونج ثم رحل المك عدلان إلى تلك الدار الآخرة التي لا ترقي إليها، وكان لا بد من خليفة له ليكون قائداً ومكاً لقبائل الفونج وكان لا يرقى لهذه الدرجة إلا من يسد الفرقة ويكون خلفاً للمك وهذا كما يقولون فإن البركة ما دخلت القبور وكان يوسف ابن المك الخريج المثقف كان في ذلك في قوة دفاع السودان وأحد أركان الجيش الذي يدافع عن الوطن ، وهكذا استقال من تلك المكانة ليقود عشيرته وقبيلته الفونج هذا هو يوسف المك عدلان ملك الفونج المثقف جمعتني به طيبة الذكر الإدارة هو وغيره من قيادات الإدارة الأهلية عرفت الراحل المقيم الطيب هرون الناظر وعرفت العم بأبو نمر حكيم المسيرية وعرفت محمد منصور العجب ناظر الدندر وعرفت الزعيم سرور رملي أحد زعماء السودان المشهورين كنا نلتقي بهم في مؤتمرات الإدارة الأهلية وفي برلمان السودان التشريعي هكذا كان الراحل المقيم يوسف المك عدلان جمعتني به تلك الصلات الطيبة وامتدت إلى صداقة وعلاقة حميمة، وكانت هناك مشكلة كبرى في منطقة كوستي مات من جرائها عدد 500 شخص من قبائل الشلك والجنوب وكانت معركة بين الشلك والصبحة في منطقة كوستي اهتزت لها أركان البلاد ، وكان لا بد من حل لهذه المشكلة وإذا كان لا بد من زعماء الإدارة الأهلية وانتدبت الدولة الزعيم سرور رملي والشيخ محمد المنصور العجب والمك يوسف المك عدلان وشخصي الضعيف من الشمالية العمدة الحاج علي صالح ثم حضرنا إلى كوستي ومعنا الراحل اللواء الزبير محمد صالح للفريق البشير ومعنا رث الشلك وكانت سجن كوستي امتلأ بقبيلة الصبحة حيث الموتى عدد 500 راحل وكان أولئك من حل لهذه المشكلة وانجلت العقدة وتصالح القوم بفضل حنكة زعماء الإدارة وكل أولئك رحلوا للدار الآخرة وتبقى زميلي الراحل المقيم يوسف المك عدلان والذي علمت بحضوره من القاهرة حيث ذهب للعلاج وعاد قبل أربعة شهور وحاولت مقابلته ولم أوفق حيث رحل لبلده وفي هذا اليوم وصلني تلفون من أحد أبنائي عوض النعيم بأن المك جارهم من ديار المك يوسف عدلان أخبره بأن المك توفي في هذا اليوم ورحل لتلك الدار الآخرة هكذا كان يوسف المك أحد زعماء الإدارة الأهلية في السودان كان آخر الراحلين، إن ليوسف المك تأريخا وكتابا متعدداً الصفحات له موافق في تأريخ السودان اللهم ارحمه بقدر ما قدم لأهله من إصلاح وتقدم وبقدر ما قدم من إصلاح ذات بين الناس اللهم إن يوسف بقية قوم كرام يصلحون ما أفسده الدهر إنني من شمال السودان ومن ديار الجعليين ومن دامر المجذوب تلك الديار التي لمع فيها اسم يوسف المك بهذا أتقدم بالعزاء لأبنائه وأخوانه الزعماء والقواد وعزائي لكافة القبيلة والعشيرة وسلام عليك في الخالدين أخي يوسف المك .