سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين المحامي والشاعر كمال الجزولي في بوح خاص ل(الوطن) «2» أقرأ لمحمد لطيف وفيصل محمد صالح وآخرون.. واسحاق فضل الله مستهبل كبير
أكتب في خلوة تامة.. وما زلت شغوفا بالقراءة
زاملت محمود درويش وسميح القاسم في الجامعة
كاتب صحفي شهير، وشاعر، ومحامي عرف بنشاطه الكثيف في مجالات حقوق الانسان، وناشط سياسي له اسهاماته الثرة في الساحة السياسية والأدبية والقانونية في السودان، (الوطن) جلست ليه بمكتبه المكتظ بالكتب في شتى الوان المعرفة بشارع الجمهورية، وعلى كوب من القهوة أدلى الأستاذ كمال الجزولي إفادته الشيقة حول نشأته وتكوين ملامح شخصيته وأثر أم درمان مدينه الثقافة عليه: - ربطتك علاقات بشعراء عرب كثر من هم؟ - من ذلك الجيل ( محمد الماغوت) و(ادونيس) ، اما الذين عرفتهم وتصادقناهم شعراء فلسطين الكبار محمود درويش وسميح القاسم ، توفيق زيات، بسبب علاقات الدراسة في الاتحاد السوفيتي في أواخر الستينيات، عرفت شعراء لأسباب مختلفة وبظروف مختلفة عرب وسودانيين، منهم شعراء البحرين، كنت مغرماً جداً بالشعر البحريني، وأعتقد انه بعد الشعر الفلسطيني والسوداني الشعر البحريني هو الذي يجذبني ويشدني، في السودان علاقتي بالشعراء كبيرة كمصطفى سند، وصلاح أحمد ابراهيم، المجذوب، وعبدالحي، وأبو ذكرى، علي عبدالقيوم وعبدالباسط سبدرات، ويوسف عيدابي، علي عمر قاسم، محمد المكي ابراهيم، الياس فتح الرحمن من الجيل الحديث، ومحجوب شريف، التجاني سعيد، عمر الطيب الدوش، صلاح حاج سعيد، يوسف خليل، مؤخراً في السبعينيات والثمانييات وحتى الآن صديقي عالم عباس، فضيلي جماع، وشعراء غرب السودان يختفلون عن شعراء الوسط والشمال، هناك نكهة خاصة في شعرهم، ترى هذه النكهة في شعر عالم عباس، وفي روايات ابراهيم اسحاق، كنت أتساءل لماذا هذه العذوبة المتميزة في شعراء غرب السودان، النور عثمان أبكر، وايضاً صادقت القدال وحميد، وأذكر انه عندما كنت مرشحاً في الدائرة (32) بحري في انتخابات 1986م كان مقيماً معي في البيت معه صديقي عبدالمنعم رحمة كانوا يرفدون الليالي السياسية بقصائد يصغونها عفو الخاطر، يدخلون فيها رمزي الانتخابي وكان (الشجرة) حينها ، لا أود أن أتعمق أكثر في قصة هذا الرمز لأني علمت انه كان رمزاً انتخابياً للمؤتمر الوطني في الانتخابات الماضية لا أود لأشعار حميد أن يستخدموها في تمجيد رمزهم الانتخابي، وأعجب جداً بأشعار عاطف خيري في الشباب ٭ ماهي اسهامتك في الأناشيد والأغاني الوطنية؟ - لم أكتب أغاني وطنية، ولكني كتبت أشعاراً تصنف وطنية، لقيت رواجاً باعتبارها منفصلة عن الموسيقى والإنشاد، وأنا من أشد المعجبين بالأغاني الوطنية، وأعتقد أن شعراء الفصحى والعامية استطاعوا أن يراكموا لنا كماً هائلا من النماذج العالية، منذ خليل فرح وحتى محجوب شريف وعمر الدوش، أشير بوجه خاص إلى مبارك بشير لديه أنشودة عذبة اسمها عرس الفداء (نلتقيك اليوم يا وطني لقاء الأوفياء). ٭ لك طريقة خاصة في الكتابة الصحفية، ما هي طقوس الكتابة عندك؟ - ليس لدي طقوس معينة، ولكني أجلس ل(الكمبيوتر) وأبدأ من أية نقطة وأترك للأفكار أن تتداعى دون أن يفلت من يدي الخيط الأساسي مهما إستطردت مهما دخلت يميناً ويساراً، أكتب في خلوة تامة، والغريب انني لا استطيع أن أنام إلا على صوت التلفاز ، ولكني لا أستطيع أن أكتب على أي صوت حتى صوت (الضب). ٭ أما مازلت شغوفاً بالقراءة ؟؟ - أنا أعمل بالمثل الانجليزي الذي يقول (هنالك شئ تعيش عليه وتعيش به)، أعيش بالمهنة التي استرزق منها ولكنني أعيش حياتي الحقيقية بعد الساعة الحادية عشر وحتى آذان الصبح وهي الفترة التي أقرأ فيها، سكان الحي الذي أعيش فيه يقولون إنهم مطمئنون بأن لن يأتيهم لص «لانو شباك كمال مضاء،» والتقي مع اصدقائي في الخميس والجمعة وهي الايام التي لا أكتب فيها، أحب الانس الخفيف وأعتقد انني أجيد النكتة القاءها وسماعها. ٭ لك تجربة طويلة في العمل المدني وحقوق الانسان، كيف تقيمها؟ - اعتبر نفسي من المدفعين عن حقوق الانسان فكرياً وواقعياً، ووضعت كمية كبيرة من الأوراق العلمية أتاح لي تخصصي في القانون الدولي على الإقتراب من حقوق الانسان هذا غير الجانب الفكري. ٭ تجربتك في اتحاد الكتاب السودانيين؟ - اتحاد الكتاب طفلي الأثير، يربطون بيني وبينه، أفخر بانه ولد على يدي، وبالطبع لن أغمض قامات كبيرة ضخمة كجمال محمد احمد، وعلي المك، وقبلهما المجذوب وعبدالله حامد الأمين النور عثمان أبكر، بدأنا فكرة اتحاد الكتاب في منتصف السبعينيات داخل الندوة الأدبية التي كان يديرها عبدالله حامد الأمين في منزله، كلفت بصياغة أول دستور للاتحاد، ولكن تدخلت السلطة المايوية عن طريق وزير الثقافة آنذاك احمد عبدالحليم، كانت فكرته استراتيجية اما أن يلتهم الفكرة أو يدمرها وأعتقد انه نجح في الثانية، توفي عبدالله حامد الأمين، وهاجر البعض، وأنا خذلتني ظروف اعتقالاتي الكثيرة التي لم تترك لي مجالا لمتابعة الفكرة، عندها أقدم احمد عبدالحليم علي على ترتيب فكرة اتحاد أدباء السودان تابع للسطة بمساعدة بعض الأدباء المعروفين ، واتحاد الكتاب السودانيين لم تتح له فرصة أن ينشأ إلا بعد الانتفاضة في مناخ الحريات. ٭ لمن تقرأ من الكتاب الصحفيين؟ - مغرم بقراءة عبدالله حمدنا الله، وشقيقي حسن الجزولي فمنذ صغره لديه أفكار وطريقة فذة، ومحمد المكي ابراهيم وعبدالله علي ابراهيم، فيصل محمد صالح، محمد الأسباط، عيسى الحلو، محجوب محمد صالح، عبدالعزيز البطل، ومحمد لطيف كاتب بارع تساعده مداخله ومخارجه في بيوت السلطة وليست متاحة لغيره. ٭ مارأيك في الطريقة التي يكتب بها اسحاق احمد فضل الله؟؟ - اسحاق (مستهبل) كبير ما يكتبه ليس صحافة ولا أدب، نعم لديه صياغات احياناً تكون بارعة ولكنه يستنزفها في (الفارغة) يحاول الإيحاء بانه عالم ببواطن الأمور، يحاول أن (يخم) حتى أبناء حزبه ومدرسته في الفكر والسياسة. ٭ مارأيك في الجيل الحالي من الصحفيين؟ - التعليم المتخصص زاد مقدرات الكثيرين من الصحفيين الشباب، لا اعتقد أن الكليات هي التي تميز الصحفي المجود من غيره، الأساس ليس الكلية إنما محبة مهنة الصحافة، هنالك صحفيين لم يدرسوا الاعلام ولكنهم أفذاذ، محبة المهنه قبل التخصص الأكاديمي هي التي تصنع من الصحفي صحفياً. ٭ لماذا اخترت اسم الروزنامة لمقالك؟ - ببساطة لأنه نوع من الكتابة المنضبطة زمنياً بتسلسل الأحداث، فهنالك أحداثاً تقع في السودان لكن الناس ذاكرتها ضعيفة لا أدري هل هذه خاصية لدينا كسودانيين؟، الحدث عندما يمر عليه شهران ويقع حدث آخر يفترض أن يكون مكملا له تجد الناس لا يربطون بينهم، أصبحت الأحداث عندنا جذر معزولة، القيد الزمني هو معبري ووسيلتي وآليتي، القصد منه التذكير بايقاع تطورنا، إضافة إلى انني لا أكتب يومياً، وأغبط الذين يكتوبون يومياً واستغرب إن قلتي لي أكتب كل يومين لا استطيع ولكنني اختزن الأفكار والأحداث ثم آتي إلى كتابتها ، وتكون الصياغات الأخيرة مع نهاية الاسبوع.