تخيل أن السيد الوزير وفي لحظات تجيلات نادرة وعد العاملين في الدولة بمنحهم كل استحقاقاتهم التي تبلغ الملايين دفعة واحدة.. ولكن عندما ( فكت منو) اتضح له أن ذلك سيكلفه الكثير، وأنه لن يستطيع الوفاء بما إلتزم به. أمام معالي الوزير ثلاث خيارات.. هل يمكنك مساعدته في اختيار احداها ؟. الخيار الأول: أن يتقدم باستقالته فوراً من منصبه، ولكنه اصطدم ب ( حكاية) أن أدب الاستقالة غير معروف تماماً لدينا، وأنه سيخلق سابقة خطيرة ربما تؤدي إلى استقالة أغلب وزراء الحكومة الاتحاديين والولائيين دفعة واحدة.. فالكل هنا يمارس الأخطاء. كما أن معالي الوزير لم يرضع من ثدي المؤتمر الوطني كما فعل غيره ولمدة ربع قرن من الزمان حتى تم فطامهم بالقوة.. ليتركوا ثدي الوطني للآخرين. الخيار الثاني: أن ( يلحس) كلامه وفقاً لنظرية ( لحس الكوع) التي ابتكرها د. نافع علي نافع، لكن مشكلة الوزير أن صاحب هذه النظرية قد أصبح خارج منظومة الحكومة، وهو ما شكل عقبة أمام الوزير ولحسه لكلامه. الخيار الثالث: أن يراوغ كما يراوغ غيره، وفي هذه الحالة على معالي الوزير أن يدلي بتصريحات مراوغة ومثيرة، وهكذا.. فإن عليه أن ينتقل من تصريح مثير، إلى آخر أشد اثارة، وعليه أن يستمر في ذلك حتى ينسى الناس تصريحه القديم، فكل تصريح جديد يلغي التصريح القديم.. وهكذا. * رئيس حتى الرمق الآخير قبل شهور.. ظهر الرئيس الجزائري عبد العزيز بو تفليقة في الفضائيات وهو جالس على كرسي متحرك ليدلي بصوته في الانتخابات التي فاز فيها بنسبة كبيرة ( 85%). لقد شارف الرئيس الجزائري على الثمانين من سنوات عمره، فقد بلغ من الكبر حتى أنه لم يعد قادراً على التحرك برجليه، فهو يحتاج إلى من يساعده في حياته الطبيعية فكيف يكون قادراً على إدارة شؤون الدولة..؟. لو كان رئيس الجزائر في العقد الرابع أو الخامس وأصابته رصاصة ما أقعدته عن السير لوجدنا له العذر.. لكنه بلغ من الكبر ( عتيا) ولم يعد قادرا على السير إذ بلغ أرزل العمر، ومن المؤكد أن قدراته العقلية والذهنية قد تراجعت قليلاً أو كثيراً نتيجة تقدمه في العمر، ومع ذلك فإن حزب جبهة التحرير الجزائرية لم تجد غيره لترشحه، ومن المؤكد أنها قامت بعمل الترتيبات اللازمة لضمان فوزه بتلك الانتخابات كما هو حادث.. ويحدث الآن في انتخابات العالم العربي، فالكل بات مقتنعاً بأن الانتخابات التي تجرى هي مجرد انتخابات صورية، الفائز فيها معلوم مسبقاً.