لا يهدأ العالم بالا حيث يتم إكتشاف كوارث ومصائب لها علاقة بالانسان، اما من صنعه أو من البيئة المحيطة به، ولعل الانسان الذي يمارس نشاطاته على سطح هذه البيئة المسؤول الأول والأخير عن كل ما يحدث من تشوهات وحروب ودمار، وما يخلف من آثار ، وندلل على ذلك تلك المأساة والتي ما زالت آثارها باقية وحاضرة وما زال تأتي كل يوم بجديد ممثلة في كارثة هيروشيما ونجازاكي والتي كانت ومازالت من أخطر المصائب التي تواجه آسيا ، ومازال العلماء يومياً يكتشفون أبعاد جديدة لها وتأثيرها على صحة الإنسان والحيوان والبيئة ، لم تنته البحوث بعد من اكتشاف علاج ناجح للعديد من تلك الأمراض القاتلة وعلى رأسها نقص المناعة (IDS) ذلك المرض العضال والذي يفتك بالبشرية ويلقى بآلاف الأرواح إلى متون الموت في أفريقيا ودول العالم الثالث ، والسلاح النووي المدمر وحرب المياه ، ومشكلات الحدود بين الدول ونقص الأغذية وتلوث الماء والعديد من تلك القضايا التي تشغل العالم والتي تهدر الموارد البشرية والمالية والأجيال القادمة ، وها هو الخطر القادم والمدمر للانسان يلوح وبقوة في أفريقيا ما يعرف بمرض فيروس الايبولا (EVD) أو حمى الايبولا النزفية (EHF) والعالم يوقف وعاجزاً عن هذا الداء اللعين الخطر والذي سببه الإنسان وعام 1976 م كأول ظهور له في النيجر وجمهورية الكنغو الديمقراطية والذي حصد الآلاف من الأرواح دون وجود علاج ناجع له ، ولعل خطورة هذا الداء سرعة انتشاره في الجسم وظهوره من يومين إلى ثلاثة أسابيع وتظهر أعراضه في شكل التهابات متعددة والآلام في العضلات وصداع مستمر ثم نزف من كل مسامات الجسم وهو مرض حيواني تتم العدوى به عن طريق الاتصال بالحيوان وتحديداً القرود التي تقتات على الفاكهة !! وحسبما رشح من معلومات وإفادات فان هنالك بقاع ومناطق يتوالد بها هذا الفيروس القاتل جنوب السودان ، زائير ، الغابون ، وساحل العاج ، ويعتبر الايبولا إحدى الأسلحة البيولوجية لما لها من خاصية الانتشار السريع والفتاك ، ولعل كل الدراسات التي أجريت لم تتوصل حتى الآن إلى علاج فعال وناجع.. السؤال ماذا أعددنا ونحن لنا حدود مفتوحة ومعلومة ومعاملات تجارية مع تلك الدول؟ هل وضعنا الإحتياطات اللازمة لمنع انتقال هذا المرض؟ وما هي خططنا وبرامجنا الإرشادية؟ هل يمتلك المواطن العادي البسيط المعلومات الكافية عن هذا الداء؟ هل تأكد فعلا أن هنالك إمكانية لدخوله للبلاد؟ العديد من التحوطات يجب أن تؤخذ وقبل أن يفتك بنا وليس بعيداً عنا حيث لا تنفع التصريحات السياسية بان البلاد خالية منه ولا ينفع الدس وعدم الإهتمام مثلما نتعامل مع طاعون العصر ( الايدز ) وعدد من الأمراض الفتاكة. بخلاف ذلك : إذا كنا حقاً نتعامل بمسؤولية مع كل المشكلات والقضايا المصيرية التي تهم حياة الناس لابد من إعطاء هذا المرض أولوية في التعامل بدءاً بالمدارس المختلفة والمنتديات ووسائل الإعلام المتنوعة والمساجد والتعريف بهذا الداء في مفردات وكلمات وصور ورسومات تعبر عن ضخامته وفداحته وهلاكه للناس ، افتحوا كل المنافذ العامة ووفروا الإمكانيات البشرية المدربة والموارد المالية لدرء هذا الخطر القادم وهو حرب ليس مثل كل الحروب. إلى أن نلتقي .. يبقى الود بيننا