تشهد ساحة حزب المؤتمر الوطني حراكاً كبيراً على مستوى الشورى والمؤتمر العام الذي من المنتظر أن يلتئم في الخامس والعشرين من الشهر الجاري لينهي ويحسم مسألة إختيار رئيس الحزب والمرشح لرئاسة الجمهورية في أبريل من العام المقبل وينشغل بالحدث جميع المهتمين من السياسيين والعامة لكون المؤتمر الوطني حزباً حاكماً والمرشح القادم من الممكن أن يكون رئيساً للبلاد وسط هذا الترقب تفتح (الوطن) ملف الطريق الى القصر الجمهوري الجديد لعكس الحراك الذي يدور في هذا الشأن عبر عمل صحفي تستنطق فيه القريبين من الملف وأصحاب الأراء المختلفة فيه اضافة الى القراءات والتقارير الصحفية, ويستمر اصدار الملف حتى انعقاد المؤتمر العام وازاحة الستار عن ساكن القصر الجديد من بين المرشحين. رفضها حزب البعث.. وأيدها المؤتمر الشعبي «الوطن» تستطلع القوى السياسية حول مشاركتها في فعاليات المؤتمر العام للمؤتمر الوطني استطلاع:فتحية عبدالله اكتملت الترتيبات وحانت ساعة الصفر معلنة عن إنطلاق فعاليات المؤتمر العام الرابع لحزب المؤتمر الوطني المنعقد يومي «الثالث والعشرون والرابع والعشرون» من الشهر المنصرم بأرض المعارض ببري ، وما بين مؤيد ومعارض لتلبية دعوة الوطني للحضور والمشاركة تباينت رؤى القوى السياسية، فهنالك من أعلن موافقة مشاركة حزبه لفعاليات مؤتمر عام المؤتمر الوطني وأخرى استهجنت المشاركة ورفضت تلبية الدعوة لأسباب رأتها منطقية بعض الشيء على الرغم من استلامها دعوة الحضور من المؤتمر الوطني.وهذا ما أكده القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي محمد ضياء الدين قائلا: ل(الوطن) على الرغم من استلامنا لدعوة الحضور لفعاليات المؤتمر العام الرابع للمؤتمر الوطني إلا انه ليس هنالك ما يجبرنا لمشاركته الفعالية، بل ونعلنها لن نشاركه ولن نعطيه شرف المشاركة، مضيفاً أن المؤتمر الوطني لا زال السبب الأول في أزمات البلاد وعليه أن يتحمل كل تبعياتها، معترضاً بشدة عن ترشيح الرئيس الحالي عمر حسن أحمد البشير لولاية ثانية قائلا: ماذا أضاف خلال ال(25) عاماً الماضية حتى يرشح ثانياً ، وتابع على أية حال لا يهمنا من سيأتي مرشحاً للمؤتمر الوطني بقدر ما يهمنا أن يتحول الوضع إلى انتقالي يؤكد معالجات حقيقية لقضايا الأزمة السودانية الشاملة التي تسبب فيها البشير وحزبه ، وفي سياق زي صلة اتفق الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد عصام أبو حسبو مع سابقه في الحديث على الرغم من استلام حزبه لرقاع الدعوة ايضاً ، معتبراً مشاركة حزبه إشارة واضحة للاعتراف المباشر بشرعية الفعالية وشرعية البشير واستمرار المؤتمر الوطني في الحكم ، وعدمه أيضاً إشارة واضحة لرفضنا للمؤتمر الوطني خاصة، وأن ترشيح البشير لولاية ثانية افتقد للشرعية، ومخالف لكل قوانين الديمقراطية، بل أصبح دليلاً واضحاً بأن المؤتمر الوطني لا علاقة له بالديمقراطية، مؤكداً بأن حكم السلطة المطلقة - أي - إبقاء الرئيس طويلا في الحكم يحول الحكم إلى ملكي جمهوري ، وهذا بالطبع ما ينتهجه المؤتمر الوطني الآن بترشيحه للبشير لولاية ثانية على الرغم من أن حزبه يعي ذلك جيداً ، وفي ذات الإتجاه نفت رئيسة الحزب الديمقراطي الليبرالي ميادة سوار الدهب تلقي حزبها أية دعوة من المؤتمر الوطني لمشاركته فعاليات مؤتمره العام الرابع قائلة: لا يهمنا من سيأتي مرشحاً للرئاسة لأن المشكلة ليست في الأفراد وإنما في الخط العام، وتابعت لا أتوقع أن يخرج المؤتمر العام بمخرجات تصب في مصلحة الوطن والمواطن بقدر ما ستكون مخرجات مبنية على المصلحة الضيقة والاخوانية الاسلامية إلا إذا أعلن المؤتمر الوطني تنحيه عن الحكم بعد الإعتراف بمبدأ المحاسبة والعدالة الانتقالية، وفي ذات الأثناء أكد القيادي والأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر عزم حزبه لتلبية دعوة الوطني لمشاركته فعالية مؤتمره العام ، هذا وقد اتفق معه الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وتوقع الناطق الرسمي بالإنابة محمد سيد أحمد حضور وزير مجلس الوزراء أحمد سعد عمر ممثلا للحزب الاتحادي، وعلى صعيد حزب الأمة القومي أكد الفريق صديق نائب رئيس الحزب أن تمثيل حزبه ومشاركته لفعاليات المؤتمر الوطني أمر تفرضه المؤسسات وليس الأشخاص نافيا علمه بتلقي حزبه دعوة لمشاركة فعالية المؤتمر الوطني، وتابع أن ترشيح البشير لولاية ثانية شأن حزبي ولا يحق لحزب الأمة القومي التدخل فيه وما تراضت عليه عضوية الوطني لا يهم حزب الأمة بأي شئ على الإطلاق ، ما بين مؤيد ومعارض لمشاركة الوطني فعاليات مؤتمره العام الرابع تظل أحزاب القوى السياسية المشاركة في الحكم تتصدر المقاعد الأمامية متصيدة خطوات الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر حسبما ذكر القيادي بحزب البعث محمد ضياء الدين، ورغم ذلك إلا إن تقبل الرأي واحترام الآخر وجدلية المرحلة تفرض مخرجات المؤتمر والعبرة في الخواتيم. -- القيادي الشاب بمجموعة السائحون عمار السجاد في إفادات جريئة ل(الوطن) البشير قادم قادم.. وهذا ما سيحدث بين نافع وعلي عثمان استبعد فوز بكري بالترشح للرئاسة وهذا ما سيحدث بالوطني إذا غاب البشير لا زال الموقف ضبابياً ولا زالت الخيارات مطروحة والطرق مفتوحة لمن سيفوز بمارثون الرئاسة لمرشحي المؤتمر الوطني، الكل يراهن على فوز الرئيس الحالي عمر حسن أحمد البشير بالترشح إلى ولاية ثانية لتقديرات يراها البعض ملزمة وضرورية تحض من تشرزم المؤتمر الوطني، بإعتبار انه الآن هو صمام أمان له على الرغم من وجود ثلاثة «متسابقون» اختارهم شورى المؤتمر الوطني، لكن عندما يلعب القدر لعبته وتنقلب الموازين وتقلب الحقيقة الخيال والتكهنات التي يحسمها المؤتمر العام للمؤتمر الوطني الذي سينعقد مقبل الأيام القليلة القادمة ستنجلي المواقف وتقطع جهيزة قول كل خطيب. (الوطن) جلست إلى القيادي الشاب بمجموعة السائحون المنشقة من المؤتمر الوطني في وقت سابق عمار السجاد الذي استطرد جازماً بأن لا جديد يذكر، ولكن هنالك قديم تعيده الأيام بدوران الزمن والضرورة الملحة وصد الباب أمام أية مفاجأة قد تحدث في المؤتمر العام نظراً لتقديراته وقناعته التي تجسدت في اختيار المجلس القيادي للخمسة المرشحين وشورى الوطني لثلاثة منهم دون بذل جهد للبحث عن شخصيات بديلة لهؤلاء الذين كانوا ومازالوا على سدة الحكم بإستثناء د. نافع علي نافع، إضافة إلى الهدوء العام الذي يسود الحزب والكثير المثير تجدونه بالداخل. فإلى مضابط الحوار.... ٭ مؤتمر شورى المؤتمر الوطني اختار ثلاثة مرشحين لرئاسة الجمهورية بنظرك هل نتوقع حدوث مفاجآت في المؤتمر العام؟ - إطلاقاً، لن تحدث أية مفاجآت وكل الشواهد تدل على أن مؤتمر الشورى حسم كل احتمالات المفاجأة، الآن كل الأمور تحت السيطرة والإجراءات تسير بسلاسة والحزب ينتابه شئ من الهدوء ولو كانت هنالك مفاجأة لكان الوضع غير. ٭ بنظرك علاما استند مؤتمر الشورى في ترشيح هؤلاء الثلاثة؟ - استند على وجودهم في سدة الحكم لأنه لم يكلف نفسه ويبحث عن قيادات بديلة، بل عاد إلى المألوف في اختياره للمرشحين بإستثناء د. نافع وهذا يثبت أن هناك تنسيق تام بين تيار الرئيس ونافع، لذلك لا يوجد إنزعاج لأن مجموعة نافع داعمة للرئيس عمر البشير. ٭ عفواً ، ولكن تصريحات د. نافع توحي بأن هناك صراعاً بالداخل؟ - نافع لديه صراعات وخلافات قديمة مع علي عثمان، وهذه الخلافات تجذرت وفرّخت فروعاً أخرى، وهذا ما ظهر في مؤتمر الولايات للمؤتمر الوطني. ٭ هذا يعني أن فوز الرئيس البشير بالترشح لولاية ثانية قد يأزم الموقف بين د. نافع وعلي عثمان ، خاصة وانك ذكرت بأن هناك تنسيق بين تيار الرئيس ونافع أليس كذلك؟ - بالتأكيد ، وأتوقع أن ينطلق علي عثمان محمد طه من الولايات ويعمل بشدة ليحظي بوجوده في مقاعد البرلمان، ولا شك أن علي عثمان يستند على قاعدة جماهيرية كبيرة خلاف د. نافع علي نافع الذي يفتقر للقواعد نسبة لحدة خطاباته التي لم تجد قبول القواعد. ً٭ بنظرك هل يتعرض المؤتمر الوطني إلى انشقاقات إذا غاب السيد عمر البشير عن سدة الحكم؟ - قطعاً سيتعرض إلى انشقاقات، ووجود الرئيس الآن يعتبر صمام أمان المؤتمر الوطني لأن المرحلة الحالية تتطلب وجوده على الرغم من انه لا يحق له دستورياً ولائحياً الترشيح لولاية ثانية وترشيحه يحتاج إلى مبررات ومخارج. ٭ عفواً ، تريد أن تقول إن ترشيح البشير لولاية ثانية واقع تفرضه الضرورة؟ - نعم ، ترشيحه يفرضه المنطق والواقع السياسي للساحة السودانية لأنه معقد جداً بل أن مبادرة الحوار الوطني تحتاجه داعماً خاصة انها وجدت قبولا من المجتمع الدولي والاقليمي والمحلي، إضافه إلى أن وجوده يجنب المؤتمر الوطني الكثير من الإنشقاقات والتشرزم. ٭ هنالك حديث أن الرئيس البشير سيدفع ببكري حسن صالح مرشحاً للرئاسة في المؤتمر العام تنفيذاً لرغبته بعدم ترشحه لولاية ثانية ما رأيك؟ - هذه تحليلات.. والبشير قادم قادم. ٭ علاما تراهن؟ - نظراً لتعقيدات الساحة السياسية السودانية وعدم وجود بدائل فعلية لها.