سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سفير السودان بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم ل «الوطن» زيارة البشير للقاهرة تناولت العلاقات الثنائية بمختلف أبعادها
الأصوات التي عبرت في الإعلام المصري قبل الزيارة أصوات نشاز ولا تعبر عن الشعب المصري
كان ما قدر الرجل الذي اختار الدبلوماسية مهنة أن تضعه الأقدار في أخطر المحكات وأقوى المواقف.. فحينما تم تعيينه مندوباً للسودان في نيويورك كان عليه أن يواجه أكبر مؤامرة أُحيكت ضد السودان.. مؤامرة لها ألف أب وأب .. فوقف كالأسد الهصور وعبر عن كل الشعب السوداني بالرفض والصمود.. وحينما شاءت الأقدار أن ينتقل إلى محطة مصر في توقيت.. شهدت فيه مصر العديد من المتغيرات التي ألقت بظلالها على العلاقة بين شعبي وادي النيل. فكان المطلوب منه أن يضع العلاقات بين مصر والسودان في إطار إستراتيجي متوازن.. السفير عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان في مصر ورجل المهام الصعبة هاتفناه بمقر السفارة بالقاهرة وأجرينا معه هذا الحوار حول زيارة الرئيس عمر البشير للقاهرة وتفاصيل ماتم الإتفاق عليه في هذه الزيارة والنتائج التي يمكن أن تعود على الشعبين من خلالها فإلى تفاصيل الحوار: ٭٭ زيارة البشير للقاهرة ماهي دلالات التوقيت والأهداف؟ - زيارة الرئيس للقاهرة جاءت تلبية لدعوة من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي قدمها عدة مرات، الأولى كانت من خلال الإتصال الهاتفي الذي أجراه به السيد الرئيس عمر البشير عقب فوز السيسي بإنتخابات الرئاسة، وكرر الدعوة مرة أُخرى عندما زار الخرطوم.. وكذلك عندما التقى الرئيسان في قمة الإتحاد الأفريقي، ومن ثم قدم فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي دعوة مكتوبة للرئيس عمر البشير لزيارة القاهرة.. هذا بالإضافة إلى أن الزيارة أيضاً تجيء رداً على زيارة الرئيس السيسي للسودان... وقيمة توقيت هذه الزيارة في أنها أول زيارة للسيد رئيس الجمهورية في عهد الرئيس السيسي. والزيارة إكتسبت أهميتها من حيوية الملفات التي تم بحثها خلالها.. ٭٭ هل إقتصرت اللقاءات على الرئيسين فقط أم كانت هناك مشاركات متعددة للفعاليات في مصر والسودان؟ - الزيارة إستغرقت عدة لقاءات بين البلدين ولقاءات بين الوزراء في البلدين بخلاف البرنامج الذي أتاح للسيد الرئيس مقابلة بعض رموز المجتمع المصري والتفاكر معهم في مصلحة شعب وادي النيل.. ٭٭ ماهي أبرز الملفات التي تمت مناقشتها من خلال الزيارة؟ - الزيارة تناولت العلاقات السودانية المصرية بمختلف أبعادها والوضع الراهن بالقرن الأفريقي ودول الجوار، واتفق الجانبان على ضرورة تدعيم العلاقات الثنائية المشتركة بين مصر والسودان للعودة بها إلى طريق التكامل والتعاون المشترك في جميع المجالات.. ٭٭ ماذا عن الملف الليبي هل تم الإتفاق على التعامل معه برؤية واحدة؟ - إتفق الجانبان السوداني والمصري القيام بدور مهم وفعال في حل المشكلة الليبية وتم الإتفاق على ضرورة إطلاق عملية سياسية تعمل على إستقرار ليبيا وتنبذ العُنف وتحقيق التوافق بين الأطراف في ليبيا، وهناك حِراك إيجابي في هذا الملف شكلته إجتماعات اللجنة الوزارية لدول الجوار الليبي الذي سينعقد في الخرطوم في الأيام القادمة، كذلك زيارة رئيس الوزراء الليبي للخرطوم والتي تحدد لها 82 اكتوبر القادم وكل هذا الحِراك تقوده مصر والسودان، وهناك اتفاق تام على عدم فعالية الحل العسكري في ليبيا. ٭٭ الملف الإقتصادي نال حظاً وافراً من خلال الزيارة كيف ترون ما تحقق من خلاله للشعبين؟ - نعم الملف الإقتصادي حاز على وقت كبير من خلال برنامج الزيارة وكان هناك إهتمام به لترتقي العلاقات إلى مستوى التكامل بين البلدين، وتم الإتفاق على ضرورة تحقيق مصالح فعلية يشعر بها المواطن وليس مجرد شعارات بل يجب أن تترجم هذه الشعارات إلى واقع. وفي هذا الإطار جاء إجتماع رئيس الجمهورية بكبار رجال الأعمال في مصر بحضور وزير الإستثمار المصري أشرف سالمان وحسب التفاقيات الموقعة بين البلدين، فإن الرقم المستهدف للإستخبارات المصرية في السودان هو 11 مليار دولار، ولكن المنفذ فعلياً 2 مليار دولار فقط ، لذلك بحث الإجتماع عدداً من المشاريع والشراكات في الأمن الغذائي والثروة الحيوانية والتعدين والبنيات الأساسية، وقد وجه رئيس الجمهورية من خلال الإجتماع بتعزيز الشراكات الإقتصادية بين البلدين.. وإزالة كل العقبات وفتح المعابر البرية لتعزيز فرص الإستثمار.. ٭٭ وماذا عن ملف حلايب وشلاتين هل تم التطرق له؟ - فيما يتعلق بملف حلايب وشلاتين اتفق الجانبان على تجنيب كل القضايا الخلافية والعمل على تعزيز الثقة بين البلدين لحل هذه الملفات لذلك تم تجنيب هذا الملف ولم يتم التطرق له. ٭٭ الإعلام المصري كان له دور سالب قبل وأثناء الزيارة كيف ترى ما حدث من الإعلام المصري؟ - من الواضح أن الأصوات التي عبرت قبل زيارة الرئيس البشير في الإعلام المصري أصوات نشاز لا تعبر عن الشعب المصري لذلك إنتقد الرئيس المصري السيسي الأداء الإعلامي المصري ، وأوضح الرئيس عمر البشير بأن العلاقة بين السودان ومصر لن تهزها أية رياح أو أعاصير. وأعتقد أن الأيام التي تلت الزيارة شهدت أداءً اعلامياً ايجابياً في كافة وسائل الإعلام المصرية، وهنالك العديد من المقالات تحدثت عن أهمية العلاقة بين مصر والسودان، ونأمل أن يتم الإستفادة من هذه الروح التي خلفتها الزيارة في الإعلام المصري في المرحلة القادمة وسنسعى في الفترة القادمة إلى تأسيس ميثاق شرف إعلامي بين مصر والسودان لإستقلال هذه الأجواء لتحقيق مصلحة شعبي وادي النيل. ٭٭ هل حققت الزيارة النتائج المرجوة منها؟ - الزيارة بالنتائج التي حققتها في كافة الملفات أحدثت انطلاقة جديدة في العلاقات بين البلدين، ومن أهم نتائجها ترفيع اللجان إلى لجنة وزارية عليا ودراسة تجربة التكامل وجعل العلاقة نموذجاً للعالمين العربي والأفريقي، وتمت خلال الزيارة ايضاً تعزيز فتح المعابر الحدودية والإتفاق على فتح معبر أرقين في مارس القادم....... وزيادة التنسيق في المشكلة الليبية والتعاون في المجالات الإستراتيجية بين الأ جهزة المختصة في البلدين.