[email protected] كولن باول كان يبحث عن وظيفة صغيرة في تلك الولاية المطربة وسعى من أجل تلك الوظيفة حتي استهلكت لساتك اللاندكروزر ، ولم يحالفه الحظ في الحصول على الوظيفة الدستورية ، بالرغم من ولائه للرجل الاول وقتذاك ، أجتهد بطريقته حتي فصّل مقعد جديد في وظيفة دستورية جلس على كرسيها كأول مسؤول ، وترقى منها الى وظيفة أعلى ، دون مجهود وهذه ضربة من ضربات الحظ التي جاءت اليه كليلة القدر في دورة من دورات حياته وفي طبق من ذهب ، إن أحسن التعامل تتفح له دروب اخرى ويحقق نجاحات كبيرة . ولكن كولن باول من سوء حظه هناك من تتطير به ، الرجل فيه شيء من عدم المحبة وهذه الحالة تسمى عند العرب ( لحماية القشارة) أي رجلٌ مقشور ، يقشره الناس ولا يستلطفونه أي ينفرون منه . الآن تطارده الأقدار اينما ذهب ، قدره أن أموال الدستوريين بلغت ستة مليار ، استلمها عداً نقداً ، تصرف فيها كمن لا يخشى الفقر وجعل اخماسه في أسداس أربعة مليار منها ، وقامت الدنيا ولم تقعد ، والجنرال المتقاعد لا يخشي في الحق لومة لائم يحاكك ويطالب بفوائد بعد الخدمة الدستورية كاملة غير منقوصة ومستعد ان يرفع دعوى قضائية لاسترداد حقوقه . كولن باول يقتل الدجاجة ويخُم البيض ولا يكتفي ، لكنه يسعى الى ذبح الدجاجة وتحمير البيض والرجل له ذمة مالية كبيرة يريد أن يحققها ، فقام بالتعاقد مع عدد من الشركات التي تعمل في مجال المعدن النفيس ، وهجمت الشركات بآلياتها على المواقع لتُرحِّل المخلفات ، لكن الاهالي يعرفون مكر الرجل وحيله ، فقاموا باعتراض ترحيل المخلفات ، والرجل يطارده النحس أينما ذهب ، وطائره الى عنقه . الرجل يعلم أن أمر بقائه مسألة وقت ليس إلا ، وأنه على وشك الاقلاع من غير رجعة ، ولكنه لا يعلم الاقدار والنحس الذي ربما يطارده بعد رحيله ، وسامر الحيّ قطعاً سينفض عنه ، لانهم أهل مصلحة ، حارقي بخور مطبلاتية ، شعب كل جديد قادم ، وهؤلاء من أضاعوا الرجل ، لانهم يزينون له الباطل وينسجون له من خيوط العنكبوت أمل البقاء ، والبقاء لله وحده الذي ينزع الملك من من يشاء ويعزُ من يشاء ويذلُ من يشاء.