مثل الإفطار الرمضاني الذي أقامه المجلس الإسلامي لجنوب السودان برعاية رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت نموذجاً نادراً لتعزيز قيم التعايش الديني وإعلاء قيم التسامح وسط المجتمع، حيث حضرته مجموعات مقدرة من المسيحيين تضامناً مع مسلمي الجنوب. وانتهزت الطوائف الدينية التي اجتمعت على مائدة واحدة فرصة الإفطار لمناقشة مستقبل البلاد وإمكانية أن تلعب دوراً في تهيئة أجواء الاستفتاء المقرر يناير 2011. وقال عبدالرحمن مكواج- جنوبي مسلم، إن رعاية سلفاكير لمناسبة دينية تؤكد أن هناك تعايشاً دينياً ملموساً في الجنوب وأن الرجل لا يضمر عداءً للمسلمين في الإقليم. وأشار إلى أن الإفطار جمع العشرات من المسلمين وكان فرصة طيبة لمناقشة عدد من القضايا الدينية والسياسية. وأكد عدم تعرضهم لأي مضايقات من المسيحين وأنهم يمارسون شعائر الإسلام بحرية كاملة. وتأسس المجلس الإسلامي الأعلى لجنوب السودان وسجل كهيئة طوعية وفق قانون مفوضية العون الإنساني لعام 1999م، وصدرت وثيقة التسجيل في يناير 2005م. أجواء نقية من جانبه، أكد جمال ناري وهو مسلم جنوبي أن خطوة سلفاكير جديرة بالاحترام كونه بث رسالة للعالم تؤكد نقاء الأجواء بين الطوائف الدينية في الجنوب. وقال إن التقاء المسلمين والمسيحيين على مائدة واحدة يعلي قيم التسامح وسط المجتمعات وهي أمر مطلوب حتى يعيش الناس بسلام بمنأى عن الخلافات والاقتتال. ورأت مارغيت بيتر عبودي أن الجنوب يتعامل مع الطوائف الدينية بمساواة ولا يفرق بين المسلم والمسيحي. وأكدت أن هناك أسراً جنوبية تحتضن أخوة مسلمين ومسيحيين ولا دينيين لكنهم قادرون على التعايش والمكوث تحت سقف واحد دون أي مشاحنات. وقال: "اعتناقك لأي ديانة يخضع لحريتك الشخصية ويجب احترام ذلك لتقوية النسيج الاجتماعي". ويحمل الإفطار الذي حظي بحضور كبير ولافت شعار: "سوا سوا من أجل الجنوب". ويخدم المجلس الإسلامي الأعلى أهداف وغايات نشر الإسلام في المجتمع الجنوبي وتنمية روح التسامح والتآخي والتكافل والتراحم والوحدة بين المسلمين في الجنوب والمساهمة في تنمية المجتمعات الجنوبية عامة.