قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، إن الباب مفتوح أمام السودان لتحسين العلاقات مع واشنطن، وإن ذلك يتوقف على مدى تعاون الخرطوم، وذلك قبل يومين من مؤتمر دولي سينعقد بنيويورك لبحث قضايا سودانية أهمها الاستفتاء. والتقت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الثلاثاء نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه الذي يقود وفد السودان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال مسؤولون أميركيون، حسب رويترز، إن كلينتون نقلت لطه أن استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر يناير 2011 قد يكون فرصة أمام حكومة السودان. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية بي. جيه. كراولي للصحافيين بعد الاجتماع يوم الثلاثاء: "نعلم أن كل يوم مهم ولدينا توقعات أن يتخذ الشمال والجنوب خطوات محددة من أجل التعاون". تحسن مشروط وأضاف كراولي: "أوضحت الوزيرة أن الباب أمام تحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة سيكون مفتوحاً وأن ذلك يتوقف على تعاون الخرطوم". ومن المقرر أن يحضر الرئيس الأميركي باراك أوباما اجتماع قمة بشأن السودان يوم الجمعة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال كراولي عن الاجتماع: "كان نائب الرئيس طه مباشراً جداً.. ثمة بعض الأمور التي يريد السودان أن يحظى بها في علاقاته المستقبلية مع الولاياتالمتحدة". وفي الخرطوم، قالت صحف صادرة الأربعاء إن نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه أبلغ كلينتون بأن حكومته حرصت على تصحيح المسار في علاقتها مع أميركا وبذلت الكثير من الجهد لتحقيق ذلك مقدمة العديد من التنازلات دون أن ترى أي مقابل. حلول وسطية " تقارير صحفية تفيد بأن واشنطن وعدداً من الدول قد تطرح خلال مؤتمر نيويورك بالجمعة إرجاء الاستفتاء لفترة لا تتجاوز الشهرين في حال تعذر إجراؤه بسبب معوقات لوجستية "وخصت مصادر صحيفة "الصحافة" السودانية بمعلومات حول الإدارة الأميركية، مؤكدة اتجاه الأخيرة للدفع بمقترح حول علاقة الشمال والجنوب حال الانفصال يرضي الطرفين ويحقق مصالح مشتركة، ومن بينها تبني عملة مزدوجة لعشر سنوات مع استمرار استخدام أنابيب النفط بالشمال لفترة 2025 عاماً. ونقلت أيضاً أن واشنطن وعدداً من الدول قد تطرح خلال المؤتمر الدولي بشأن السودان المقرر بالجمعة إرجاء الاستفتاء لفترة لا تتجاوز الشهرين في حال تعذر إجراؤه بسبب معوقات لوجستية وسترهن ذلك باقتناع الأطراف بأهمية التمديد. على صعيد مواز، عين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لجنة مكلفة لمراقبة الاستفتاءين المقررين في يناير في جنوب السودان وفي منطقة أبيي، حسبما أعلن متحدث باسم المنظمة الدولية أمس الثلاثاء. مكابا لمراقبة الاستفتاء ومن المقرر أن يترأس لجنة مراقبة الاستفتاء الرئيس التنزاني السابق بنيامين مكابا، وستقوم اللجنة بزيارات دورية إلى السودان وستلتقي جميع الأطراف المعنية، وستطلع اللجنة على كل العملية الجارية من أجل تنظيم هذين الاستفتاءين وسترفع تقريراً إلى الأمين العام للأمم المتحدة. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة إن "اللجنة ستعمل مباشرة من أجل تعزيز الثقة في هذه العملية من خلال تشجيع الأطراف والسلطات المعنية على حل جميع المشاكل والخلافات التي يمكن أن تحصل". ومن المنتظر أن يختار سكان جنوب السودان في التاسع من يناير المقبل في استفتاء بين الحصول على استقلالهم أو البقاء موحدين في السودان في حين ستختار منطقة أبيي البقاء في الشمال أو الانضمام إلى الجنوب.