دعا مساعد الرئيس السوداني موسى محمد أحمد، رئيس تنظيم مؤتمر البجا في الشروق يوم الأربعاء، الجيش المصري لإخلاء مثلث منطقة حلايب الحدودية على البحر الأحمر فوراً حتى لا يصبح خميرة عكننة بين شعبي البلدين في المرحلة القادمة. وشدد موسى في حوار بثته قناة الشروق، على سهولة حسم الملف بعد تنحي الرئيس المصري حسني مبارك. وقال إن حسم الملف بات ميسراً بعد تنحي النظام السابق الذي اتهمه بتعمد إثارة الفتنة بين الشعبين السوداني والمصري، معبراً عن أمله في أن تعالج الحكومة المصرية الجديدة، أخطاء النظام السابق، وأن تضع حلولاً فورية لمعالجة الملف. ودعا موسى، المجلس الأعلى للجيش المصري، للإخلاء الفوري للمنطقة، قائلاً إن الوثائق التاريخية تؤكد أن المثلث تابع إلى السودان. ورأى أن ثورة الشباب في مصر ستكون فاتحة خير بالسودان وستعمل على حل الأزمة بأعجل ما تيسر. إطلاق المحتجزين ودعا موسى السلطات المصرية إلى الإفراج عن 31 معتقلاً من أبناء حلايب موجودين في السجون المصرية منذ أيام النظام السابق، مشيراً إلى أنه جرى اعتقالهم لأسباب سياسية تتعلق بحلايب. وأكد أن مجموعة من السجناء، دون أن يحدد عددهم، قتلوا أثناء سجنهم جراء التعذيب الشديد من قبل السلطات المصرية، مؤكداً عجزهم في السابق عن متابعة الملف من على القرب، معترفاً بأنهم اكتفوا فقط بالمطالبات لإطلاق سراح السجناء. وأيد موسى مقترح الخارجية السودانية برفع ملف حلايب إلى مجلس الأمن، مؤكداً أن الخطوة ستكون لصالح السودان، خاصة وأنه يمتلك حزمة من الوثائق التي تؤكد أن المثلث سوداني 100%. وشدد موسى على أنه آن الأوان لأن تحل إشكالية حلايب بعد تنحي الرئيس مبارك، داعياً مصر إلى وضع الأمر نصب أعينها حتى لا يشعل فتيل أزمة بين الخرطوم والقاهرة. زيارة مثيرة من جهة أخرى، استنكر موسى الإثارة التي صاحبت أول زيارة للمبعوث الأميركي إسكوت غرايشون لشرق السودان الأسبوع الماضي، رافضاً تسمية الزيارة بأنها بداية لتدخل أميركي بالشرق. ووصف الزيارة بأنها طبيعية باعتبار أميركا ظلت تتابع أخبار السودان عن كثب وهي ملمة بجميع المعلومات في الجنوب ودارفور. وشدد موسى على أن زيارة المبعوث جاءت بموافقة وزارة الخارجية ولم تأت بطلب من ولايات الشرق، حسب ما يثار. لكنه عاد ليقول: "نحن في جبهة الشرق لم نسع للقاء المبعوث، ما جعلنا غير ملمين بأسباب الزيارة". وأقر موسى بوجود خلاف بينه ووالي البحر الأحمر محمد طاهر إيلا، واصفاً إياه بالخلاف الفكري وليست على الصعيد الشخصي. لم الشمل و" زعيم مؤتمر البجا يقول إن هناك خلاف بينه ووالي البحر الأحمر محمد طاهر إيلا، لكنه خلاف فكري وليس على الصعيد الشخصي " أكد موسى وجود جهود حثيثة لتلافي الانشقاقات التي طالت جبهة الشرق ولم الشمل، وأقر بأن الخلافات ألقت بظلال قاتمة على تنفيذ بنود الاتفاق التي لم تر النور بعد، وقال إن هناك إمكانية لتجاوز الخلافات الماثلة لأنها ليست عميقة. ووصف موسى ما تم تنفيذه من بنود اتفاق السلام بالشرق بأنه إيجابي لكنها ليست مرضية في الوقت نفسه، وقال إن تغيير الواقع التنموي في المنطقة يحتاج المزيد من الجهد. وشدد على أن هناك بعض الملفات تقترب للاكتمال من حيث التنفيذ ومن بينها بند الترتيبات الأمنية والسلطة والثروة الحيوانية، لكنه أكد أن المرصود في الملف الأخير خلال السنوات الثلاث الماضية 600 مليون دولار، وما تم رصدها حتى الآن بصندوق إعمار الشرق بلغ 200 مليون دولار فقط. وأضاف أن المائة الأولى منها خصصت لبداية العمل بسد ستيت والمائة الأخرى ذهبت لمشاريع في مجال الصحة والتعليم. وأكد موسى وصول بعض المبالغ التي تم التبرع بها في مؤتمر الشرق الذي انعقد بالكويت في الآونة الأخيرة. وقال تسلمنا مبلغ 50 مليون دولار من الكويت موزعة بشكل واضح على الولايات الثلاث ومبلغ نصف مليون دولار من موريتانيا.