دعا الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين الشيخ علي محيي الدين أنفره، إلى ضرورة العمل على تحقيق وحدة الأمة العربية والإسلامية، وقال إن الأمة عبر الوحدة تستطيع مواجهة التحديات والتدخلات الخارجية وبها تتحصن ضد الأعداء. وأمَّ الشيخ محيي الدين المصلين بمجمع النور الإسلامي بالخرطوم بحري، إنابة عن رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الشيخ يوسف القرضاوي، وذلك بحضور الرئيس السوداني عمر البشير وعدد مقدر من الوفود الإسلامية التي وصلت السودان للمشاركة في المؤتمر الثامن لمؤسسة القدس الدولية يوم الأحد. وقال الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين إن القرآن وضع منهجاً متكاملاً للوحدة ومقوماتها وعناصر حفظها. ويشمل سبعة عناصر أولها التقوى، مضيفاً أن معظم مشاكل الأمة الآن هي الخلاف، وشدد على أن الوحدة تعد ضرورة شرعية ومصلحة حقيقية للأمة. واستعرض الخطيب عناصر الوحدة، وقال إنها تشمل العبودية والاستسلام لأوامر الله واسترجاع ذاكرة التاريخ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها. جزيرة مستباحة واستعرض الشيخ محيي الدين حال الأمة قبل الإسلام، وقال إن جزيرة العرب كانت مستباحة للفرس والروم آنذاك وبالإسلام توحدت وقويت وفتحت بيت المقدس. ودعا إلى أهمية أن يوفر الحاكم للشعب المساواة وما يحتاج إليه، مشيراً إلى أهمية القوة الشعبية في حماية الأمة وجعلها متيقظة. وقال إن هنالك أساليب متنوعة لتحقيق الوحدة انطلاقاً من مبدأ التدرج الإسلامي والقناعة الشعبية وليس بالضرورة أن تكون اندماجية بين الشعوب أو الحكومات والدول، مؤكداً أن الشعوب قلوبها مع قضية فلسطين وقضايا الأمة الإسلامية وهي متحدة وتحتاج إلى خطوات عملية من خلال التزكية والاعتصام. وأشار إلى الدور العام الذي يمكن أن يلعبه السودان تجاه قضية القدس، ودعا إلى ضرورة اهتمام الأمة بتحرير المسجد الأقصى متناولاً معاناة أهل فلسطين في ظل الاحتلال والحصار الإسرائيلي. وكان البشير قد خصص وقفاً لإعمار القدس في الخرطوم بمساحة خمسة آلاف متر وسيتم يوم السبت وضع حجر الأساس له، مضيفاً أن اليوم سيشهد مهرجاناً حاشداً للنساء والشباب بقاعة الصداقة تضامناً مع الفلسطينيين.