رأى رئيس تحرير كتاب الأمة، د. عمر عبيد حسنة، إن الكتاب والسنة لم ينصا على نظام محدد للحكم، واكتفيا بقيم هادية مثل "الشوري، والعدل، والمساواة". وأكد أن المخرجات في هذا الشأن مجرد اجتهادات بشرية غير ملزمة. وقال حسنة في منتدى فكري بالخرطوم تحت عنوان: "إشكالية الحاكمية في العقل المسلم"، نظمه مركز التنوير المعرفي ومجمع النور الإسلامي، إنه "كيف ما كان شكل الحكم إذا ما التزم ب(القيم الهادية) فهو حكم إسلامي". وأوضح رئيس تحرير كتاب الأمة، أن القرآن الكريم ليس فيه شيء اسمه "نظام للحكم"، وإنما هناك قيم تحكم مسيرة الحكم، لكن العقل هو الذي يضع البرامج والخطط الاستراتيجية لكيفية تنزيل هذه القيم على حياة الناس. تقديرات بشرية " الشيح حسنة يرى أن مفهوم الخلافة لا يعني أن يكون الحاكم خليفة الله في الأرض أو خليفة عن الله في الأرض، وإنما هو مستخلف للقيام بهذا العمل "وأضاف الشيخ حسنة، أن القيم الإسلامية والمبادئ العامة هي من عطاء الوحي، أما شكل البيعة بالمصافحة والغرفة السرية أو الوسائل والتقنيات الحديثة، فهي ليست من الدين وإنما من الوسائل التي يقدرها الناس بحسب ظروفهم وعمرهم الحضاري. وذهب إلى أن مفهوم الخلافة لا يعني أن يكون الحاكم خليفة الله في الأرض أو خليفة عن الله في الأرض، وإنما هو مستخلف للقيام بهذا العمل. وأكد رئيس تحرير كتاب الأمة، أن الحكم عقد بين الحاكم والمحكوم لإدارة الدولة وإدارة السياسة، وزاد: "من هنا كان الحكم شكلاً من أشكال الإدارة، تتطور أوعيته وأشكاله بتطور الزمان والمكان"، وتابع: "ويمكن الاستفادة من تجارب الذات وتجارب الآخر". الألوهية والحاكمية وأفاد حسنة، أن إشكالية الحاكمية كانت وما زالت السبب الرئيس وراء نشوء كثير من الفرق والملل والنحل التي بدأت مبكراً بالخوارج. وقال: "ما خرجت طائفة إلا وحاولت أن تستظل بالحاكمية، على الرغم من أن الإسلام أسس للفصل بين الألوهية والحاكمية". وأشار إلى أن أصحاب الديانات الأخرى كانوا دائماً يسعون إلى طبقة رجال الدين لتشكل لهم سدنة وقطاعاً وكان دائماً يتحالف (الجبت) والطاغوت "النظام السياسي". واستغرب نشوء فرق إسلامية تروج لعقائدها في القرن العشرين بأن الإمامة معصومة عن الخطأ، وأن الحاكم أو الإمام معصوم كذلك عن الخطأ، ولا تجوز مناقشته ومعارضته، بينما نجد أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يشاور الناس في كل أمورهم. يذكر أن رئيس تحرير كتاب الأمة د. عمر عبيد حسنة، من أصول سورية، لكنه حاز الجنسية القطرية منذ العام 1994م.