رصدت المركبة "سوهو" التي تطوف حول الشمس والمرصد الشمسي الديناميكي "SDO"، انفجاراً شمسياً متميزاً. وأوضحت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أن هذا النشاط كان فريداً من نوعه حيث كان حجم الشواظ أو اللهيب الشمسي كبيراً جداً. وقالت "ناسا" إن الشمس قذفت جسيمات مشحونة وسحب بلازما عملاقة في الفضاء، من المحتمل جداً وصولها إلى الغلاف الجوي للأرض وقد يؤدي ذلك إلى إحداث شلل في الأقمار الصناعية وبعض وسائل الاتصال، إضافة إلى ارتفاع في درجة الحرارة. وأوضحت الوكالة العربية لأخبار الفلك والفضاء، نقلاً عن ناسا، أن ذروة هذه العاصفة الشمسية كان يوم الثلاثاء 7/6 وأنه قذفت بحممها بسرعة حوالى 1300 كم/ثانية، ومن المتوقع وصول العاصفة إلى الأرض يوم الجمعة 11 يونيو الجاري. اضطرابات الأرض وتؤدي العاصفة الشمسية القوية، حسب ناسا، الى اهتزازات في المجال المغناطيسي للأرض، ولم يعرف العلماء حتى قبيل ظهر الأربعاء ما إذا كان من المتوقع حدوث اضطرابات فنية في أجهزة الأرض جراء هذه العواصف الشمسية أم لا، أو حدوث اضطراب في نظام "جبي بي أس" الملاحي الخاص بتحديد المواقع. " الباحثون رجّحوا إمكانية رؤية السحب الغازية كأضواء قطبية في السماء في وقت متأخر من يوم الخميس أو غداً الجمعة " ورجّح الباحثون إمكانية رؤية السحب الغازية كأضواء قطبية في السماء في وقت متأخر يوم الخميس أو غداً. وبدأ الاتحاد الأوروبي ووكالة الفضاء الأوروبية "ايسا" برنامجاً للتحذيرات الخاصة بالطقس الفضائي وذلك في ضوء تزايد نشاط الشمس في الأشهر الماضية بقوة وذلك لأن الرياح الشمسية عادة ما تكون عبارة عن تدفق مستمر لجزيئات شمسية مشحونة تلف الأرض، وتزايدت العواصف الشمسية وأصبحت أشد قوة وكانت ذروة ذلك كله أمس الثلاثاء. الأرض آمنة من جانبه، أكد عالم الفضاء السوداني، د. أنور أحمد عثمان اختصاصي علوم الفلك والفضاء، لشبكة الشروق صحة الحدث، وقال إن الانفجار الشمسي الذي شاهدته "ناسا" غالباً ما يحدث بين كل 7 و11 سنة. " د. أنور أحمد عثمان: التأثيرات المتوقّعة للثورة الشمسية ستكون على الاتصالات والأقمار الاصطناعية وغيرها من وسائل الاتصال، وربما أثرت في حركة الرياح ودرجة حرارة الجو " وأكد د. أنور أن التأثيرات المتوقّعة للثورة الشمسية التي اقتربت من الأرض، تتركز أضرارها على الاتصالات والأقمار الاصطناعية وغيرها من وسائل الاتصال، وربما أثرت في حركة الرياح ودرجة حرارة الجو. وطمأن الفضائي السوداني من أن الأرض محمية بأحزمة "فان ألن" التي تمنع مثل هذا الهيجان الشمسي من الوصول إلى الأرض والتأثير على الإنسان والمخلوقات والحياة على الأرض. وقال الخبير الفلكي للشروق، إن ما يحدث عبارة عن عملية تجديد ذاتي تقوم بها الشمس، حيث تجدد خلاياها وأنسجتها، وتتخلّص عبر هذه الانفجارات من البقع السوداء التي تتراكم على سطحها، في سبيل استعادة اشتعال الشمس من جديد. وكشف عن أن عملية تجديد الشمس لأنسجتها تحدث بطردها الجزئيات المتأينة في شكل بقع باردة، التي تتجه نحو الأرض كثورات شمسية هائلة وكتل من اللهب. وقال أنور، إن ما يحدث في الشمس جزء من أحداث فلكية مثيرة يشهدها العالم خلال هذا العام، منها الخسوف الذي سيشاهده الناس في التاسعة من مساء الأربعاء القادم 15 يونيو الجاري، وكسوف للشمس في الأول من يوليو القادم، وكسوف آخر في 25 نوفمبر القادم.