قال باحث سياسي سوداني إن النزاع القائم بين الشمال والجنوب، الذي سيصبح دولة مستقلة في التاسع من شهر يوليو المقبل، فى ظاهره نزاع سياسي، ولكنه فى الباطن هو نزاع حول الموارد برز بعد دخول العوامل السياسية. واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة جوبا؛ د. فائز عمر جامع، في ورقة قدمها بمركز التنوير المعرفي في الخرطوم، أن كل النزاعات ترتكز في حدود 2000 كلم متر هي الشريط الحدودي بين الجانبين، مشيراً إلى أن كل الموارد ترتكز في هذا الحزام. ورأى جامع أن السودان أصلاً يقع فى منطقة حزمة نزاعات فى حدوده ، مشيراً إلى أن الحدود الشرقية فى منطقة القرن الأفريقي يوجد فيها نزاع طويل. وقال إن منطقة البحيرات العظمى فى الجنوب وتوجد بها دول رواندا، بورندي وكينيا تأثر بها جنوب السودان. ولفت جامع إلى أن السودان قطر زراعي حباه الله سبحانه وتعالى بموارد كبيرة عاش عليها الإنسان منذ فترة طويلة، أي الزراعة والرعي. نزاعات الأرض وقال جامع إن معظم النزاعات فى السودان تدور حول الأرض بين المزارعين والرعاة، وكذلك حول ملكية الأرض. وأوضح أن المجموعات السكانية فى السودان متنوعة ولها نظم معاش متعددة تعودت عليها ورتبت بها حقوقها على الأرض مما قد يكون موضع نزاع بين الدولة الحديثة والمجتمعات القديمة التى ترى بأن الأرض ملكها عملياً. واقترح جامع بأن تكون هنالك تنظيمات اتحادية بين الرعاة والزراع لأن هنالك تظلمات من الرعاة بأن الدولة تنظر إلى القطاع الزراعي وتحابي الزراعة. وطالب بوجود جهاز مشترك للاتحادين لمراعاة مصالح الطرفين، ودعا الدولة لتبني سياسة معلنة وواضحة حول الموارد وتحديد سياسات محددة تجاه البترول والهوية الاقتصادية، يمكن أن تطمئن كل الجهات.