ظهرت إلى السطح مجدداً أزمة المواصلات في ولاية الخرطوم، وتلاحظ اختفاء المركبات العامة في أوقات الذروة صباحاً ومساءً، على الرغم من توفر مواعين النقل، الأمر الذي أثار استياءً كبيراً وسط المواطنين الذين يهدرون زمناً طويلاً ذهاباً وإياباً. واستهجن مواطنون، في استطلاع لبرنامج المحطة الوسطى بالشروق، تعمد سائقي المركبات عدم التحرك وبقائهم لفترات طويلة أمام بائعات الشاي وترك الناس يعيشون حالة من التوتر والقلق قد تدفع بعضهم إلى استهجان السلطات بصوت مرتفع أو السير إلى مسافات طويلة طمعاً في أن يجد عربة خاصة تقله. وأرجع البعض تعنت السائقين الغرض منه استهداف الطلاب الذين يدفعون نصف قيمة التذكرة، ويرى بعضهم أن وجودهم مساءً غير مبرر وأن الجامعات تغلق أبوابها في وقت باكر. انسياب طبيعي " إدارة النقل والبترول في الخرطوم تؤكد توفر المواصلات، وتقول إن انسيابها يسير بشكل طبيعي إلا في أوقات الذروة، حيث يخرج الطلاب والموظفون صباحاً ومساءً في وقت واحد " لكن إدارة النقل والبترول في الخرطوم، أكدت توفر المواصلات، وأن انسيابها يسير بشكل طبيعي إلا في أوقات الذروة، حيث يخرج الطلاب والموظفون صباحاً ومساءً في وقت واحد. وأفاد مراسل الشروق، عاطف مصطفى من ميدان جاكسون الذي يتوسط الخرطوم، أن هنالك تكدساً كبيراً من المواطنين وغياباً تاماً للمركبات والرقابة. وقال عاطف إنه وقف في الموقف لأكثر من ساعتين ولم يجد عربة تقله إلى أمدرمان، وقرر بعدها وعشرات المواطنين السير على الأقدام حتى السلاح الطبي ولم يجدوا أيضاً عربة تقلهم، مضيفاً أن هنالك معاناة كبيرة وزمناً يهدر ورهقاً يطال المواطنين جراء الانتظار. وذكر عاطف أن أصحاب المركبات العامة أكدوا أنهم يوقفون عرباتهم مساءً بقصد عدم نقل الطلاب، لأن فرق السعر يجعلهم يخسرون أموالاً طائلة، خاصة وأن وجود طلاب الجامعات مساءً غير منطقي. ظرف استثنائي " مواطن من الكلاكلة يقول إنهم منذ فترة طويلة يعانون أزمة حادة في المواصلات، خاصة عند الثامنة صباحاً والثانية ظهراً " بالمقابل، برر مدير إدارة النقل والبترول بولاية الخرطوم، صلاح محمد عبدالله، الأمر بقوله إن الوضع استثنائي، مضيفاً أن حادثاً وقع عشية الثلاثاء في كبري الإنقاذ أدى إلى اختناقات مرورية، وأن أفراد المرور كانوا منتشرين لتفريغ العربات. وأضاف، لكن خلاف ذلك الوضع فالأمر طبيعي ولا توجد أي اختناقات إلا في أوقات الذروة، مؤكداً أن بصات الولاية خففت كثيراً من المعاناة السابقة. وأكد أحد مواطني الكلاكلة أنهم منذ فترة طويلة يعانون أزمة حادة في المواصلات، خاصة عند الثامنة صباحاً والثانية ظهراً، متسائلاً: "لا ندري ما هي الأسباب الحقيقية وراء ذلك، هل زيادة سعر البنزين أم قلة في المركبات". ونقلت جريدة "السوداني"، الصادرة الأربعاء، أن أزمة المواصلات الخانقة في ميدان جاكسون أدت إلى مظاهرة كبيرة من قبل المواطنين، وقامت مجموعة منهم بإغلاق نفق جامعة السودان المؤدي إلى كوبري النيل الأبيض "الفتيجاب"، ومن أسفل الطريق المؤدي إلى الخرطومجنوب شارع الغابة احتجاجاً على عدم توفر المواصلات. وأكدت أن المواطنين قاموا برشق سائقي المركبات بالحجارة، ما أدى إلى تهشيم الزجاج وإصابة مواطنين نقلوا على إثر ذلك إلى المستشفى وأن شرطة العمليات تدخلت لفض المظاهرة.