spanid="art_show" classwidth:356px;margin-right:95px;="myfigure" شهدت الخرطوم وأجزاء متفرقة من السودان أمطاراً وسيولاً أعادت للأذهان محنة خريف العام 1988م، وأسفرت عن ضحيتين على الأقل في ضاحية الحاج يوسف شرقي الخرطوم، وسارعت السلطات الى إغلاق مدارس العاصمة والولايات لليومين القادمين. واستمرت الأمطار الغزيرة بالخرطوم لخمس ساعات من فجر اليوم الأربعاء وغمرت المياه الشوارع والميادين مع انعدام التصريف اللازم، ما تسبب في إعاقة حركة السير في الطرق الرئيسية. ويستمع مجلس الوزراء الاتحادي برئاسة الرئيس السوداني عمر البشير غداً الخميس إلى تقرير مفصل من وزارة الري حول موقف الفيضانات والخريف الحالي، يقدمه وزير الري والموارد المائية كمال علي محمد. وأبلغ الأمين العام لمجلس الوزراء عمر محمد صالح المركز السوداني للخدمات الصحفية أن تقرير الوزير سيستصحب التأثيرات كافة التي أحدثتها الأمطار، مبيناً أن التقرير سيشير أيضاً إلى الموقف الخاص بالفيضانات خلال العام الحالي. السودان يغلق المدارس واضطرت وزارة التربية والتعليم اليوم الى إصدار قرار فوري بتعطيل المدارس بالولايات لمدة يومين، في ظل توقعات هيئة الأرصاد الجوية بتوالي الأمطار خلال الأسبوع المقبل، كما استنفرت غرف الطوارئ المركزية بولاية الخرطوم وجميع محليات الولاية كوادرها لمواجهة الموقف ومعالجة الآثار. وأكدت وزارة التعليم بالخرطوم أن قرار إغلاق المدارس تم اتخاذه احترازاً من حدوث أي حوادث قد تضر بالتلاميذ نسبة لأن الأمطار كانت غزيرة وعمت جميع أرجاء الولاية. وقرر مجلس وزراء حكومة ولاية الخرطوم فى اجتماعه اليوم برئاسة الوالي عبدالرحمن الخضر توجيه الآليات والمعدات كافة التى تعمل بها وزارة البنى التحتية والدفاع المدني والمحليات ومعدات القطاع الخاص لمعالجة آثار الأمطار الغزيرة التي بلغ أعلى معدل لها 80 ملم بالخرطوم. ونفذ والي الخرطوم ووزير الداخلية ووزير البنى التحتية وأعضاء غرفة العمليات جولة عبر طائرة عمودية واتضح أن أكثر المناطق تأثراً هي جنوبالخرطوم ومناطق شرق النيل التي تعرضت لسيول عارمة تدفقت من سهل البطانة. أسرة تحت الحطام وأدت أمطار اليوم الى بعض الخسائر المادية والبشرية، حيث لقيت طالبة جامعية بضاحية الحاج يوسف شرقي العاصمة الخرطوم مصرعها، إثر انهيار سقف غرفة منزلها على رؤوس أفراد الأسرة، كما أصيب اثنان آخران من أفراد أسرتها إصابات متفاوتة. وذكر شهود عيان لوكالة السودان للأنباء "سونا" أن الحادثة نتجت عن سقوط "الكمر" الذي يحمل سقف الغرفة، كما أنقذت قوات الدفاع المدني مواطناً بمنطقة الكلاكلة سقط داخل إحدى الآبار. وتلقت هيئة الدفاع المدني بالخرطوم العديد من البلاغات بتأثر وانهيار منازل في عدد من المناطق والأحياء، منها ضاحية سوبا وحي أركويت. وتضاعفت أعباء رجال الدفاع المدني بتوزيعهم كل ما تملك الهيئة من طلمبات لشطف مياه الأمطار في الطرق والميادين بمساعدة قوات الشرطة الأخرى. تحالف فيضان النيل والأمطار ونوهت هيئة الدفاع المدني إلى ارتفاع منسوب مياه النيل الأبيض وناشدت المواطنين بأخذ الحيطة والحذر ووزعت الهيئة منسوبيها في خمس مناطق ارتكاز، شملت الكلاكلة جنوب وشمال واللاماب ومنطقة ود عجيب والعزوزاب والترعة لمراقبة النيل الأبيض. في ذات السياق، حذر مدير عام الهيئة العامة للإرصاد الجوية مزمل عبدالرحمن ولاية الخرطوم من أن شهر أغسطس الجاري سيشهد معدلات أمطار عالية، وأضاف أنهم يتوقعون أمطاراً غزيرة حتى نهاية هذا الأسبوع، على أن يتم التعرف على توقعات الأسبوع المقبل نهار غدٍ الخميس. وأشار وزير الدولة بوزارة الإعلام والاتصالات د. كمال عبيد الى أهمية الإعلام خلال المرحلة الراهنة فى الإبلاغ عن الرصد والترقب لحالة الطقس وإبلاغ المواطنين لدرء آثار الأمطار وتصريف المياه من الأحياء والأسواق. سيول في مروي " معتمد مروي أكد أن المياه غمرت مساحات واسعة من أشجار النخيل والأعلاف وأحدثت انهياراً جزئياً في المنازل "وفي الولاية الشمالية وجهت السلطات هناك بإخلاء مجاري السيول تفادياً للخسائر، حيث اجتاحت السيول مساء الاثنين أجزاءً من مدينة مروي بعد مداهمتها لمنطقة أبو دوم دون إيقاع خسائر في الأرواح. وقال معتمد محلية مروي جعفر حسن بادي للمركز السوداني للخدمات الصحفية، إن المياه غمرت مساحات واسعة من أشجار النخيل والأعلاف وأحدثت انهياراً جزئياً في بعض المنازل، مؤكداً أن المحلية استنفرت أجهزتها الهندسية والمدنية كافة لتلافي المزيد من الخسائر. وأشار إلى أن إدارة سد مروى أسهمت بآلياتها في إغلاق الثغرات، بالإضافة إلى تعاون الفرقة (19) من القوات المسلحة بمروي، ونوه الى توجيهات صارمة من قبل وزارة التخطيط العمراني بالولاية بعدم السكن في مجاري السيول، موضحاً أن المواطنين تم تعويضهم مسبقاً لإخلاء تلك المناطق. انهيار منازل بشرق النيل وأكد مدير التخطيط العمراني بمحلية شرق النيل المهندس أبوالقاسم عبد الله أبوراس اليوم، أن المحلية شهدت أمطاراً غير مسبوقة لم تشهدها في السنوات الأخيرة، خاصة في مناطق "عد بابكر، رام الله، الكرياب، الحاج يوسف، المايقوما، حلة كوكو، الجريفات وسوبا شرق". وقال أبوراس إن السيول غمرت كل الشوارع ولا تزال تحاصر الطريق الدائري الذي يربط العاصمة الخرطوم بالميناء الرئيسي على البحر الأحمر في بورتسودان، حيث غطته بالكامل. وقال إن السيول بدأت تتجمع في ممرات داخل الأحياء السكنية، ما أدى الى حدوث انهيارات في المنازل في منطقة رام الله والكرياب وسوبا شرق، وأشار الى خطورة انهيار المراحيض على الوضع الصحي، وأشاد بالجهود التي بذلتها إدارة الدفاع المدني بتوفير المواد الغذائية والخيام ومياه الشرب النقية للمتضررين. المحليات في امتحان الخريف وفي محلية جبل الأولياء غمرت مياه الأمطار كل الميادين والشوارع والمدارس، ما حدا بالمحلية لإجراء تقييم لموقف المدارس، خاصة أن المنطقة شهدت أمطارا ًغزيرة في اليوم السابق، ما جعل الضرر كبيراً بالمباني والمصارف. في السياق ذاته، شكلت محلية كرري غرفة تضم كل مديري الإدارات العامة انعقدت اليوم وترفع تقاريرها كل ساعتين عن موقف الأمطار، وقامت الغرفة بجولات ميدانية تبين من خلالها وجود برك ضخمة في الشمال الغربي والجنوب من المحلية بجانب بلاغات وصلت للغرفة حول سقوط "كيبلات" الكهرباء بقرية النوبة شمال أم درمان تمت إعادة تركيبها عبر طوارئ الكهرباء. وشكت محلية "أم بدة" من السيول التي تأتي من الناحية الغربية لأنها تفوق طاقة المصارف الموجودة بالمحلية، ما يؤدي إلى انجراف المياه إلى داخل الأحياء. الأمطار تخرج المنظمات من جهتها، شكلت منظمة الزبير الخيرية غرف عمليات لدرء آثار الأمطار الى هطلت فجر اليوم والمتوقعة خلال الأيام القادمة. وقال أمينها العام إبراهيم عبدالحليم ل"سونا" إن المؤسسة قامت بزيارات تفقدية للمناطق المتضررة ودعمت المتضررين بمواد غذائية. واستنفرت المؤسسة الكوادر المدنية من شباب النجدة للحضور الى رئاسات المحليات لمقابلة أي طارئ، وأهابت بالمتعاونين مع المركز العالمي للإسعاف والطوارئ الوجود يوم غد برئاسة المؤسسة لترتيب أمر الإسعاف والطوارئ. وتفقدت حرم رئيس الجمهورية، رئيس مجلس مؤسسة سند الخيرية وداد بابكر، يرافقها وزير الدولة بالشئون الإنسانية عبدالباقي الجيلاني والأمين العام للهلال الأحمر السودانى عثمان جعفر، المناطق التى تضررت جراء الأمطار. وأدت حرم رئيس الجمهورية واجب العزاء لأسرة الفقيدة التى توفيت إثر انهيار منزلها بالحاج يوسف جراء الأمطار وقدمت لأسرتها دعماً عينياً.