تعهدت السلطات اليمنية بتطهير منطقة صعدة من تمرد جماعة الحوثيين رغم إعلان التهدئة في المحافظة، في وقت اندلعت اشتباكات عنيفة بين المتمردين وجماعة سلفية، بينما دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار في اليمن. وقتل 20 شخصاً وجرح العشرات في مواجهات اندلعت بين الحوثيين وأتباع التيار السلفي في صعدة، وجرت هذه المواجهات قرب مدرسة يديرها السلفيون بعد يومين من صلح عقده الطرفان. وتوعد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في زيارة لمعسكر للجيش مساء أمس الأربعاء بأن قواته ستعمل في الأسابيع القادمة على "تطهير" مناطق التمرد. وأشار إلى تجارب سابقة في سنوات سابقة، وقال: "نحن على ثقة بأننا سنخمد هذه الفتنة". عقارب الساعة لن تعود إلى الخلف " الرئيس اليمني اجري اتصالا هاتفيا بأمير دولة قطر بعد ساعات من التوصل إلى اتفاق تهدئة بين الجيش اليمني والحوثيين " وأضاف الرئيس اليمني مخاطباً جنوده: "مهما قدمنا من خسائر فهو من أجل الوطن ونصرة الحق وضد عناصر التخريب والتمرد والإرهاب الذين يريدون أن تعود عقارب الساعة إلى الخلف". لكن صالح أشار إلى صعوبة المعركة مع الحوثيين، وقال: "صحيح إنها لو كانت المواجهات مع قوة نظامية لحسمت في الأشهر الأولى أو في الأسابيع الأولى، ولكننا نواجه حرب عصابات وليس حرباً نظامية". يأتي حديث الرئيس اليمني متزامناً مع إعلان لجنة إحلال السلام في صعدة عن التوصل إلى تهدئة بين الجانبين. وأجرى الرئيس اليمني مساء الأربعاء اتصالا هاتفيا بأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بعد ساعات من التوصل إلى اتفاق تهدئة بين الجيش اليمني والحوثيين. جماعة الحوثيين تقول إنها صدت هجومين في المقابل قالت جماعة الحوثيين في بيان إنها صدت هجومين شنتهما القوات الحكومية بهدف طردهم من معاقلهم، وأكدت أنها صدت محاولات القوات الحكومية للتقدم على جبهتين في مدينتي صعدة وعمران. وجاء في البيان: "لقد قامت السلطات بمحاولتين فاشلتين للتقدم في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران والمنزلة بمحافظة صعدة ولكنها تراجعت". وأضاف البيان أنه تم تدمير دبابة وناقلتي أفراد مدرعتين في تبادل لإطلاق النار. لكن مصدراً حكومياً نفى تلك المزاعم، وأشار إلى أن الجيش انتزع السيطرة على أحد الأودية بعد وقوع خسائر على الجانبين خلال قتال شرس، مشيراً الى تراجع المتمردين. وتتعقب القوات الحكومية قواعد المتمردين في إطار هجوم كبير بدأ منذ 11 أغسطس. الاتحاد الأوروبي يدعو لوقف النار " الولاياتالمتحدة تقول إن أعمال العنف في جنوبي اليمن يمكن أن تقوض وحدته واستقراره " وعلى الصعيد الدولي، دعا الاتحاد الأوروبي الأربعاء إلى وقف فوري لإطلاق النار، مبدياً قلقه لتصاعد وتيرة المعارك التي خلفت العديد من الضحايا والنازحين. وقالت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي في بيان إن الاتحاد الأوروبي قلق لاحتدام المعارك في اليمن، ودعت الجانبين الى الالتزام بوقف اطلاق النار. وكان مسؤول مكافحة الإرهاب بالاتحاد الأوروبي حذر في مايو الماضي من أن اليمن يمكن أن يصبح دولة فاشلة وملاذاً آمناً لعناصر تنظيم القاعدة. الى ذلك، دعت الولاياتالمتحدة الأميركية الطرفين إلى العودة إلى اتفاق أبرم العام الماضي لوقف إطلاق النار. قالت واشنطن إن أعمال العنف في جنوب البلاد الذي يشهد اضطرابات يمكن أن تقوض وحدة اليمن.