أثارت التصريحات الأميركية الأخيرة التي حذرت من احتمال قيام إسرائيل بشن هجوم منفرد على منشآت نووية إيرانية، غضباً في تل أبيب خلال لقاء عدد من المسؤولين بمستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي، توم دونيلون، الذي زار المنطقة. وأصبحت الخطوط العريضة المحتملة لهجمة إسرائيلية ضد منشآت إيران النووية مصدر جدل في واشنطن، حيث أخذ بعض المحللين يتساءلون عن ما إذا كانت إسرائيل تملك القدرة العسكرية اللازمة لتنفيذ المهمة. وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإن هناك مخاوف من أن تضطر الولاياتالمتحدة إلى المشاركة لإنهاء العملية، وهو ما يتطلب منها أسابيع للقيام بذلك رغم ما تملكه من ترسانة عسكرية أكبر، كما يخشون من أن تقوم إيران برد انتقامي. وقال موظف حكومي إسرائيلي رفيع المستوى، إن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، أيهود باراك، ومسؤولين آخرين أبلغوا دونيلون أن التحذيرات التي يطلقها مسؤولون أميركيون من هجوم إسرائيلي محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية إنما تخدم إيران. خدمة إيران " نتنياهو غاضب من تقرير نشرته شبكة "أن بي سي" التلفزيونية الأميركية قال إن إسرائيل ستهاجم المنشآت النووية الإيرانية بصواريخ أريحا وقوات كوماندوز وطائرات مقاتلة من طراز "أف 15 آي" "ونقلت صحيفة "هآرتس" الثلاثاء عن الموظف الإسرائيلي قوله: "لقد أوضحنا لدونيلون أن كافة هذه التصريحات وهذه الإرشادات (لوسائل الإعلام) إنما تخدم إيران فقط". وأوضح ذلك بأن الإيرانيين يرون أنه توجد خلافات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل وأنه توجد معارضة أميركية لعملية عسكرية، وهذا يخفف الضغط عليهم. وكان تقرير نشرته شبكة "أن بي سي" التلفزيونية الأميركية قبل أسبوعين قد أثار غضب نتنياهو، بعدما جاء فيه أن إسرائيل ستهاجم المنشآت النووية الإيرانية بواسطة صواريخ أريحا وقوات كوماندوز وطائرات مقاتلة من طراز "أف 15 آي". ومن المقرر أن يشارك نتنياهو خلال وجوده في واشنطن في المؤتمر السنوي للمنظمات اليهودية الأميركية الداعمة لإسرائيل "أيباك" الذي سيفتتحه هذا العام الرئيس الإسرائيلي: شمعون بيريز، والذي سيلتقي بدوره مع أوباما الذي سيلقي خطاباً أمام مؤتمر أيباك.