طرحت الحركة الشعبية مبدأ اعتماد نسب اتفاقية نيفاشا لتجاوز أزمة التعداد السكاني، وفي الوقت نفسه شنت هجوماً واسعاً على المؤتمر الوطني واتهمته بتأجيج الصراعات القبلية في جنوب السودان بهدف تفويت الفرصة على شعبه لتقرير مصيره. وقال الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم إن قيادة الحركة طرحت اعتماد صيغة اتفاق السلام لتوزيع الدوائر الجغرافية وتوزيع السلطة، وفقاً لاتفاقية "نيفاشا"، وذلك بحكم أن نتيجة التعداد والإحصاء الحالية لم تتوفر فيها -على حد تعبيره- المصداقية اللازمة. واتهم باقان المؤتمر الوطني بزعزعة الأمن بجنوبي السودان وتسليح مجموعات قبلية بهدف خلق مزيد من الانفلات الأمني وتفويت الفرصة على شعب جنوبي السودان لتقرير مصيره، وقال إن الحركة الشعبية لتحرير السودان التغيير الديمقراطي، بقيادة لام أكول، صنيعة المؤتمر الوطني، وأضاف: "هناك مخطط لتأجيج الصراع القبلي وخلق زعزعة بالجنوب، وأن ما يحدث بالجنوب ليس صراعاً قبلياً وإنما مجموعات مدسوسة". الحركة تعلن اكتمال ترتيبات مؤتمر جوبا في غضون ذلك، أعلن باقان اكتمال الإجراءات كافة والترتيبات اللازمة لقيام مؤتمر جوبا في الحادي عشر وحتى الخامس عشر من شهر سبتمبر الجاري. وأبان أن المؤتمر سيناقش قضايا التحول الديمقراطي بالبلاد وكيفية ضمان قيام انتخابات حرة ونزيهة، وكيفية تحقيق مبدأ التداول السلمي للسلطة، إلى جانب مشكلة دارفور. وأشار باقان في حديثه في مؤتمر صحفي، الى أن المشاورات مع القوى السياسية كافة تتم بصورة جيدة. وفي المقابل، أكد القيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي أن تصريحات باقان أموم بشأن التعداد السكاني ومؤتمر جوبا تتنافى مع اتفاقية السلام، باعتبار أن قضية التعداد السكاني عملية فنية وليست عملية سياسية تمت بواسطة مراقبين توفرت لديهم الخبرة الفنية والعلمية. وقال عبدالعاطي إن حزبه على استعداد لتجاوز هذه الأزمة، شريطة أن تجلس الحركة الشعبية بصورة موضوعية لمناقشة الأزمة، واستبعد في الوقت نفسه مشاركة حزب المؤتمر الوطني في مؤتمر جوبا الذي دعت له الحركة الشعبية، واعتبره اجتماعاً لأحزاب المعارضة. "الوطني": تصريحات باقان غريبة " المؤتمر الوطني اعتبر تصريحات باقان أموم من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار في جنوب السودان، الذي يعاني أصلاً من الاقتتال القبلي "وحول اتهامات الأمين العام للحركة الشعبية لحزب المؤتمر الوطني بتأجيج الصراعات القبلية، قال القيادي في حزب المؤتمر الوطني ربيع عبدالعاطي: "هذا حديث غريب ومثل هذه التصريحات هي التي تزعزع السلام والأمن والاستقرار بالجنوب، والأصل والواقع يقول إن عدداً من قيادات الحركة يصعدون الخلافات داخل الحركة الشعبية". من جهة أخرى، وصف باقان تصريحات القذافي بشأن انفصال الجنوب بالمتناقضة، وشدد على ضرورة إجراء الاستفتاء في موعده واحترام خيار المواطن الجنوبي في نهاية الفترة الانتقالية، كما دعا الاتحاد الأوربي الى دعم خيار الوحدة. يذكر أن عددا من قيادات المؤتمر الوطني ينتقدون تصريحات الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم، ويعتبرونها تعرقل سير تنفيذ اتفاق السلام الشامل وتحفز على خيار انفصال الجنوب.